تستيقظ فجأةً في مُنتصف الليل وقلبك ينبِض بسرعة، لِتُدرِك للحظة أنّك لم تذهب لمُقابلة العمل وتُصاب بالتوتر المُفرِط وتم رفضُك، وإنّما كان ذلك حلمًا فقط. نقضي ثلث الوقت في حياتنا نائِمين. وتكمُن الأحلام في هذا الثلث؛ تلكَ الكلِمة التي أثارت فُضول العُلماء لاكتشاف الحقائق حولها مما سيمكنّنا من فهم هذا الجزء الهام الذي يرافقنا في كُلِّ ليلة ٍ. [1]
لذلكَ يعتبر عالم الأحلام من أكثر المواضيع التي يُسَلّط عليها الضوء في الأبحاث العلمية. ففي العقد الأخير أثمرت نتائج الأبحاث المُتعلّقة بِنشاط الدماغ خلال النوم تطُوّرًا في معرفتنا. ونحنُ هنا لنُبحِر قليلًا في هذا العالم. [2]
ما هي الأحلام ببساطة؟
هي مجموعة من القِصص والصُور التي يخلِقها دماغنا عند النوم، ويمكنها أن تجعلك سعيدًا، حزينًا أو خائفًا، وتبدو الأحلام أحيانًا مُشَوّشَة غير واضحة. ويُمكن للأحلام أن تحدث في أي وقت خلال مراحل النوم المختلفة. ولكنَّ الأحلام الأكثر حيويةً غالبًا ما تكون خلال مرحلة “حركة العين السريعة” أو REM حينما يكون الدماغ في أوجِ نشاطهِ. [3]
لماذا نحلم؟
ينقسم الباحثون في تفسيرِ حدوث الأحلام إلى مجموعتين؛ مجموعةً ترى أنّه ليس للأحلام هدف لصحّة الجسم، وأُخرى ترى أنّها مهمة لِلصحّة البدنيّة، العقليّة والعاطفيّة. في إحدى الدراسات، أيقظَ الباحثون مجموعة من الأشخاص قبلَ دخولهم في مرحلة الREM التي تنشُط فيها الأحلام وتركوا المجموعة الأخرى تُكمل مراحل النوم. وضّحت النتائج أنّ المجموعة الأولى عانت أكثر من التوتر، صعوبة التركيز والزيادة في الوزن. تأتي هذه النتائج مُوافِقَةً لما يقوله الخُبراء عن فائدة النوم بأنّه ضروري لحل المشكلات و تنظيم الذكريات والعواطف. [3]
ما أهم النظريّات لتفسير الأحلام؟
واحدة من أهم النظريّات حول حقيقةِ الأحلام هي “نظريّة الاستمراريّة” للعالمان هول ونوربي، افترض العالمانِ في هذه النظريّة أنّ المعتقدات، السلوكات، المشاعر و الخيالات التي تُرافقنا خلال النّهار تستمرّ خلال النوم. وكان مّما دعّم نظرية الاستمرارية مجموعة من الأبحاث أُثبِتَ فيها أنّ هناك دورات عصبيّة في الجسم مسؤولة عن تجارب المشاعر والإدراك خلال النهار وأيضًا خلال النّوم، تُوافقُ نتائجَ دراسةٍ أُخرى حديثة نُشِرَت في 2019 في مجلة PubMed أنَّ بعض الأضرار الدّماغية تؤثرُ على الوظائف الإدراكيّة خلال عملية النوم كما تؤثر تمامًا على الشخص خلال النّهار. [2]
هل تكشف الأحلام عن أسرارك؟
يعتمد تفسيرك للأحلام التي تراها على القاموس الذي تتبعه، فيُمكنك أن تجد أنّ ما رأيته يكشف عن خير أو شر قادم، توتر قادم في العمل أو موقف مُحرج سيحصل لك عن قريب. هُناك احتمالات كثيرة، ولكن، هل من الصحيح أن نعتقد أن الأحلام تكشف لنا عن الأسرار العميقة عن حياتنا القادمة؟ ماذا يقول العلم في ذلك؟ [4]
تقول عالمةُ النفس والباحثة في الأحلام في جامعة هارفرد ديردري باريت، عن احتمالية كشف الأحلام عن الأعماق: “لا يوجد أيّ بحث يدعم وُجهة النظر تلك”. أي أنها لا تحتوي على رُموز يُمكِن للقواميس أو للأشخاص إخبارك بمعناها أو تفسيرها الحقيقي. إذًا، فإن الأحلام تتعلق بما يحدث خلال النهار، ولكن معالجة الدماغ تختلف بين النهار والليل؛ فتختلف في الليل مستويات النواقل العصبية في الدماغ، كما تنشط بعض المناطق في الدماغ أثناء النوم مثل Secondary Visual Cortex. وهي المنطقة المسؤولة عن إنتاج الصوَر المختلفة في الدماغ، مما يساعد في إنتاج صور أكثر نراها أثناء النوم. [4]
ما هي أغرب الحقائق عن الأحلام؟
تبقى الأحلام واحدة من أكثر التجارب المُثيرة الغامضة في حياتنا، فمِنَ الطبيعيّ أن نسعى لمعرفة حقائقَ جديدة مُختلفة عن كون العلماء والفنانين قالوا بأنهم استلهموا من أحلامهم أفكارًا في أعمالهم. [5] وإليكم بعض هذه الحقائق: [1]
- معظم عضلات جسمك تكون مشلولة الحركة خلال النوم خاصةً مرحلة REM.
- مُعظم الأحلام تحتوي على الصور والقليل من الحركة أو الأصوات.
- تكون أحلام 12% من الناس باللونين الأبيض والأسود.
- يرى الكفيف الصور في أحلامه.
- ينسى 95-99% من الناس أحلامهم.
المراجع
- https://www.healthline.com/health/facts-about-dreams ,29-06-2020
- https://www.mdpi.com/1660-4601/16/19/3658/htm ,29-06-2020
- https://www.webmd.com/sleep-disorders/dreaming-overview ,29-06-2020
- https://www.livescience.com/do-dreams-reveal-deep-secrets.html ,29-06-2020
- https://www.boredpanda.com/15-interesting-facts-about-dreams-dreaming/?utm_source=google&utm_medium=organic&utm_campaign=organic ,29-06-2020