نُشِرَت أول دراسة عن التزام المريض بالعلاج أو ما يعرف بال Adherence سنة 1968، وبعدها قد تمّ نشر العديد من الأوراق البحثية والدراسات فيما يخص هذا الموضوع بالتحديد، على أمل تطوير معايير تساعد على زيادة الالتزام، وكما تهدِف الدراسات المختلفة إلى فَهم العوامل المختلفة التي تؤدي إلى الالتزام بالعلاج بشكل ضعيف مما يؤدي لتطوير وسائل أكثر فعالية ترتبط بشكل مباشر مع مُسبّبات المشكلة.[1]
ماذا نعني بمصطلح التزام المريض بالعلاج؟
تعرّف منظمة الصحة العالمية WHO الالتزام بالأدوية بِمدى اقتراب سلوك المريض بتناولهِ الأدوية أو باتباعهِ النظام الغذائي أو التغييرات الموصى بها في نظام حياته من التوصيات المُقدّمة من مُقدّم الرعاية الصحيّة،[1] ويعكس هذا التعريف المُقدّم من منظمة الصحة العالمية ضرورة وأهمية المشاركة الفعّالة بين المريض ومقدّم الرعاية الصحيّة والتواصل الجيّد بينهما [1]. كما يتم تعريف عدم الالتزام بالعلاج Non-Adherence من ناحيةٍ أُخرى على أنهُ إلى أي مدى يتناول المريض أدويته أو علاجه بطريقة مختلفة عن تلك تم وصفها من قِبَل مقدّم الخدمة الصحيّة.[2] يمكننا تلخيص الالتزام الصحيح للمريض بما يأتي من النقاط:[4]
- تناول الدواء الصحيح.
- تناوله بالموعد الصحيح.
- تناوله بالجرعة المحددة.
- تناوله للمدة المحددة.
هل يعد المريض المخطئ الأول في مشكلة عدم التزام المريض بالعلاج؟
يمكن لمشكلة عدم الالتزام بالعلاج أن تكون مقصودة Intentional؛ حيث لا يبدأ المريض بتناولِ الدواء لأنه غير مُقتنع بعملية التشخيص مثلًا، كما يمكنها أن تكون غير مقصودة Non-intentional؛ حيث ينسى المريض تناول الدواء كما تمّ وصفهُ من قِبَل مقدّم الرعاية الصحية أو أنّ طريقة تناول الدواء فيها من الصعوبة ما يجعل المريض ينسى أو يصاب بالمَلَل من الاستمرار بتناوله.[4] إنَّ أسباب عدم الالتزام متنوعة؛ بعضها ما يتعلق بالمريض وفي المقابل بعضها يتعلق بالنظام الصحي، فمن الأمثلة على العوامل المتعلقة بالمريض ما يأتي:[4]
- التوقف عن تناول الدواء فور انتهاء الأعراض.
- عدم وجود نظام للتعليم والتوعية باستمرار تناول الدواء.
- انعدام الثقة في دور الدواء وتأثيرهِ على المرض.
- تكلفة العلاج الماديّة.
- الاكتئاب الذي يرافق المريض بسبب المرض المزمن وعدم إمكانية علاجه تمامًا.
عدم الالتزام هو مصطلح متعدد الأوجه، حيث لا يتم حصره بتناول الأدوية وحسب. وِفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO فإنهُ يمكننا تلخيص العوامل التي تؤثر على زيادة عدم الالتزام في خمسة مجموعات أساسية؛ اجتماعية واقتصادية، عوامل متعلقة بالنظام الصحي، عوامل متعلقة بالعلاج، عوامل متعلقة بالمريض وعوامل متعلقة بالمرض.[4]
ما هي عواقب انعدام أو ضعف التزام المريض بالعلاج؟
في العلم النظري هناك الكثير من التدخّلات والطرق التي يتم اقتراحها للتحسين من التزام المريض بأدويته، ولكن في كثير من الأحيان تفشل هذه الحلول المقترحة عند تنفيذها. العديد من الجهود التي تم بذلها لتطوير التزامه كانت غير فعّالة، تستمر مشكلة عدم الالتزام لِتَكون تحدّيًا للباحثين ومقدّمين الرعاية الصحيّة.[1]
تصل نسبة المشكلة في الدول المتقدمة إلى 30-50% وتعتبر هذه النسبة أعلى منها في الدول النامية وتؤدي هذه النسبة من عدم الالتزام إلى ازدياد أعداد المرضى الذين لا يحققون الفوائد والنتائج المرجوّة من علاجاتهم مما يؤدي لنوعيةِ حياةٍ سيّئة Poor quality of life ونتائج صحية سيئة Poor health outcomes والذي سينعكس حتمًا على تكاليف الرعاية الصحية مما سيؤدي لارتفاعها.[1]
مما يجب تسليط الضوء عليهِ هو أن تطوير طرق جديدة لزيادة الالتزام بالدواء بالتوصيات المُقدّمة تؤثر بشكلِ قويّ على النتائج الصحيّة توازي في أهميتها تطوير أدوية جديدة لتحسين النتائج الصحيّة.[1]
هل التزام المريض بالعلاج أمرًا ضروريًا؟
يشمل علاج الأمراض المزمنة استخدام العلاجات الدوائية لفترةٍ طويلة، وبالرغم من فعاليتها المثبتة إلا أن الفوائد المرجوّة منها غالبًا ما لا يتم تحقيقها بسبب عدم التزام المريض بتناولها كما هو موصوف لحالتهِ من قِبَلِ مقدّم الرعاية الصحيّة.[3]
المراجع
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4576894/ ,26-08-2020
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5645121/ ,01-08-2020
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3068890/ ,01-08-2020
- https://www.pharmaceutical-journal.com/cpd-and-learning/learning-article/how-pharmacists-can-encourage- patient-adherence-to-medicines/20205153.article ,26-08-2020