في الخامس من شهر يوليو عام 2020، تمّ تشخيص راعي ماشية صيني في مدينة بايانور Bayannur في منغوليا الداخلية في الصين بٍمرض طاعون الدّبلي Bubonic plague. وأخبرت وكالةُ الأنباء الصينيّة الرسميّة شينخوا Xinhua بأنَه قد تم تسجيل حالتين أيضاً في منغوليا Mongolia الأسبوع الماضي؛ وقد كانتا لِأخوين تناولا لحم حيوان المرموط. [1]
يستمر صيد وتناول لحوم المارموط الذي يُعد من فصيلة السنجبيّات ومِن رتبة القوارض بالرّغم من حظرِ صيده. ومن ناحيةٍ أخرى بدأت السلطات الروسية بتحذيرِ المجتمعات المحليّة بعدمِ اصطيادِ حيوان المرموط؛ حيث تُشكّل اللحوم طريق انتقالٍ لمرض الطاعون. [1]
ما هو مرض الطاعون Plague؟
هو مرض مُعدي يُصيب القوارض، الإنسان وحيواناتٌ أُخرى. تسببُه بكتيريا اليرسينيا الطاعونية Yersinia pestis التيتتواجد في جميع أنحاء العالم، ويُمكن للعدوى أن تنتقل بعدّةِ طرق فيما يلي ذِكرها: [2]
- عضّة البراغيث المُصابة ببكتيريا اليرسينيا الطاعونية Yersinia pestis.
- التواصل المباشر معَ أنسجةِ أو سوائلَ حيوانٍ مُصاب بالطاعون أو قد ماتَ من الطاعون.
- التعرّض للرذاذ التنفّسي Respiratory Droplets للقِطط أو البشر المُصابين بالطاعون الرئوي.
ما هو الموت الأسود The Black Death؟
هو أحد الحوادث التي تسبّبَ بِها مرض الطاعون الناتج عن بكتيريا اليرسينيا الطاعونية Yersinia pestis، وقد كان في الفترةِ من 1346-1353. انتقلَ الموت الأسود من آسيا إلى أوروبا حيث أحدثَ الدمار في أعقابِه؛ حيث تُقدّر أعداد الوفيات التي تسبّبَ بها بِنصف سكّان أوروبا آنذاك! انتشر الموت الأسود بِشراسة حينها عن طريق البراغيث والقوارض المُصابة. [3]
لعب الطاعون دوراً في رسم تاريخ أوروبا، فمعَ أعداد الوفيات الهائلة أصبحَ من الصعب إيجاد عمالة، ممّا دفع أصحاب العمل لِدفعِ أجوراً أعلى للعمّال ممّا أنهى نظام العبوديّة السائد في أوروبا. وقد وضّحت الدراسات فيما بعد أنّ العُمّال النّاجينَ من المرض كانت حياتهم أفضل مما سبق من حيث حصولهم على الغذاء. وقد أدّت صعوبة الحصول على عمالة وافدة قليلة الأجر إلى الابتكار التكنولوجي. [3]
ما الفروقات بين أنواع الطاعون المختلفة؟
هُناك ثلاثة أنواع من الطاعون الذي انتشر بين البشر؛ تختلف عادةً في طبيعة الأعراض وطُرق العدوى والانتقال، وفيما يأتي ذِكر لهذه لأنواع الثلاثة:
الطاعون الدبلي أو الطاعون الدملي Bubonic Plague
حيث تتطور عند المريض أعراض فجائية؛ الحرارة، الصداع، القشعريرة، الضعف العام بالإضافةِ لواحدة أو أكثر من العُقَد الليمفاوية المنتفخة والمؤلمة تُسمّى Buboes. يُسبب هذا النوع من الطاعون عضّة البراغيث المُصابة، لِتدخل بعدها البكتيريا إلى العُقد الليمفاوية الأقرب لِمكان حصول العدوى وتتضاعف، وفي حال لم يتم معالجة المريض بالمضادات الحيوية المُناسبة ستنتشر البكتيريا لأجزاء الجسم الأُخرى. [2]
الطاعون الإنتاني Septicemic Plague
حيث يُصاب المريض بمجموعة من الأعراض والعلامات؛ الحُمّى، الضعف العام، آلام البطن ونزيف على الجلد وفي باقي أعضاء الجسم. يمكن للجلد وباقي أنسجة الجسم أن تتحوّل للون الأسود وتموت، خاصّةً الأطراف والأنف. يُمكن للطاعون الإنتاني أن يحدث نتيجةً للطاعون الدبلي غير المُعالّج أو أن يحدث مباشرةً منذُ البداية. ينتج هذا النوع من التعرض لعضّة البراغيث المصابة أو التعامل مع الحيوانات المُصابَة. [2]
الطاعون التنفسي Pneumonic Plague
تتطور عند المريض مجموعة من الأعراض والعلامات؛ الحُمّى، الضعف العام، الصداع، التهاب رِئوي يتطور سريعاً، ألم في الصدر وسُعال. يحدث هذا النوع لعددٍ من الأسباب؛ تنفس الرذاذ الذي يحمل معه البكتيريا، أو نتيجةً لعدم معالجة النوع الدبلي أو وصول النوع الإنتاني إلى الرِئتين. يعتبر هذا النوع الأشدّ من بين الأنواع المختلفة والوحيد الذي يمكن أن ينتقل مِن إنسانٍ لِآخر عن طريق الرذاذ التنفسي. [2]
ماذا عن حالات الطاعون الدبلي التي تم تسجيلها حديثاً في الصين؟
في الخامس من يوليو، أُصيبَ راعي في مدينة بايانير في منغوليا الداخلية في الصين بالطاعون الدبلي. صرّحت الجهات الصحيّة المسؤولة بأنه قد تم عزل المريض في مستشفى محلّي وحالته العامة مُستقرة. [1]
لا تُعتبر هذه الحالة غير اعتيادية أو غريبة، حيث تتنقّل حالات الطاعون من وقت لِآخر عبر قارّات العالم. قد تمّ التحذير من صيد أو تناول اللحوم الحيوانية التي من الممكن أن تكون مُصابة وخاصةً حيوان المرموط Marmot، المعروف بأنهُ حامل للبكتيريا المسؤولة عن الإصابة في المنطقة. [1]
وِفقاً لِمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، فإنَ معدل وفيات المرض قبل تطور المضادات الحيوية كان 66%، بينما الآن فقد تقلّصَ المعدل إلى 11% فقط. وحسب CDC فإن عدد الإصابات التي تَسجّل كل عام من المرض تتراوح بين 1000 إلى 2000 . [1]
ما هي الحوادث التي أحدثها الطاعون على مر التاريخ؟
أثّرت الأوبئة الوجوائح المختلفة عبر الزمن في تشكيل تاريخ البشريّة، حيث كان تأثيرها مدمّراً ومُخرّبًا، ومن أهم هذه الأوبئة أو الجوائح الطاعون، ذلك المرض الذي ترك على الخط الزمني مجموعة من الحوادث التي لا تُنسى، فيما يأتي ذكرها: [3]
- الطاعون الأثيني Plague of Athens.
- الطاعون الأنطوني Antonine Plague.
- الطاعون القُبرصي Plague of Cyprian.
- طاعون عمواس Plague of Justinian.
- الموت الأسود The Black Death.
- الطّواعين الأمريكية American Plagues.
- الطاعون الأعظم في لندن Great Plague of London.
- الطاعون الأعظم في مارسيليا Great Plague of Marseille.
- الطاعون الروسي Russian Plague.
المراجع
- https://www.livescience.com/bubonic-plague-inner-mongolia.html ,08-07-2020
- https://www.cdc.gov/plague/faq/index.html#:~:text=Bubonic%20plague%3A%20Patients%20develop%20sudden,bacteria%20entered%20the%20human%20body. ,08-07-2020
- https://www.livescience.com/worst-epidemics-and-pandemics-in-history.html ,08-07-2020