التحصين أو التمنيع Immunization هي قصة نجاح وتطوّر كبيرة في مجال الصحّة العالمية، وقد أنقذت ملايين البشر عبر الزّمن.[1]
يمتلك العالم حاليًا لقاحات للحماية من 20 مرض مُهدّد للحياة، كما يُنقذ 2-3 ملايين شخص من الوفاة كل عام نتيجةَ أمراضٍ مختلفة مِن مثل؛ الكزاز Tetanus ، الإنفلونزا Influenza، الحصبة Measles، الخُناق Diphtheria والسُعال الديكي.[1]
تُساعد اللقاحات في تقليل الأخطار جرّاء الإصابة بالمرض من خلال العمل مع جهازك المناعي لبِناء الحماية.[1]
ما هي اللقاحات أو المطاعيم Vaccines؟
تحتوي اللقاحات على نفس الميكروب الذي يُسبّب المرض سواءً كان فيروس أو بكتيريا؛ مثلاً يحتوي لقاح الحصبة على فيروس الحصبة.[2]
ولكن، تحتوي اللقاحات على الميكروب إمّا ميتًا Killed أو بعدما تم إضعافه Weakened إلى الدرجة التي لا يستطيع فيها أن يسبب لك المرض، وتحتوي بعض اللقاحات على جزء معين من الميكروب فقط.[2]
كيف تحمي اللقاحات من الأمراض وهي تحتوي على الميكروبات المسببة لها؟
عندما يُصاب جسمك بمرضٍ ما، فإنّ الجهاز المناعي يُنتج أجسامًا مضادة للميكروب المُسبّب لهذا المرض حتى يستطيع التغلّب عليه.[3]
تقوم فكرة اللقاحات على تحفيز جهازك المناعي لإنتاج الأجسام المضادّة ضد ميكروب المرض دون إصابتك بالمرض. بشكلٍ آخر، إصابتك بالمرض أو إعطاءك اللّقاح، كلاهما سيوفران لك حماية مستقبلية من المرض. الفرق يكمن في أن الإصابة بالمرض ستُعرضك للخطر، في حين إعطاءك المطعوم لن يضرّك.[3]
فبعدما يتم إعطاءك اللقاح، ستتطوّر لديكَ مناعة ضد المرض دونَ أن تُصاب بِه. ما يميّز اللقاح عن الدواء هو أن الدواء يُعالج المرض بعد إصابتك به، بينما يمنع اللقاح الإصابة بالمرض من الأساس.[2]
ما هي طبيعة المكونات التي تتكون منها اللقاحات وما مدى أمانها؟
سنذكر لك المكوّنات التي تستخدم في إنتاج اللقاحات او المطاعيم والاعتقادات حول خطورتها إن وُجِدت. تُقسَم هذه المكوّنات إلى ثلاثة مجموعات؛ مكوّنات تساهم في تحفيز جهازك المناعي، مكوّنات تزيد من أمان اللقاحات وحِفظها لفترةِ أطول ومكوّنات تستخدم خلال عمليّة إنتاجها وغالباً ما يم التخلّص منها بعد انتهاء إنتاجه.[4]
المكونات التي تساهم في زيادة المناعة
تحتوي اللقاحات على مكونات تساعد الجهاز المناعي على الاستجابة وبناء المناعة المطلوبة تجاه مرض محدد، فيما يأتي العديد من أهم الأمثلة:
- المُستضدّات Antigens؛ هي كمية صغيرة جداً من الميكروب المُسبّب للمرض ميّتًا أو مُضعَفًا.[4]
- المواد المساعدة Adjuvants؛ هي مواد تساعد جهازك المناعي ليستجيب للقاح بشكل أقوى ويتم استخدامها في بعض اللقاحات، ومن الأمثلة على هذه المواد الألمنيوم Aluminum. يتم استخدام كميات صغيرة جداً من الألمنيوم في اللقاحات مما يجعلها غير خطيرة، وقد أثبتت ذلك الدراسات التي تم إجرائها من قبل.[4]
المكونات التي تساعد في حفظ اللقاحات لفترة أطول
بعض المكونات التي تحتويها اللقاحات تساعد على تأكيد فعالية اللقاح وحمايته من تلوّث الجراثيم وأنواع البكتيريا المختلفة، مما يأتي العديد من أهم الأمثلة:
المواد الحافظة Preservatives
تعمل على حماية اللقاح من التلوّث الخارجي من قِبَل البكتيريا أو الفطريّات، ومن الأمثلة عليها مادة التيمروزال Thimerosal. يتم إضافتها إلى اللقاح عندما تتم تعبئته في زجاجات مُتعددة الجرعات، ففي كل مرة يتم فيها سحب جرعة واحدة للمريض، من المُحتمل أن تتعرض الزجاجة من الداخل للتلوّث. في حين لا تُضاف المواد الحافظة للقاحات المعبأة على شكل الزُجاجات Single-dose Vial ذات الجرعة الواحدة.[4]
يعتقد البعض أن مادة التيمروزال Thimerosal تسبب تسمم بمادة الزئبق Mercury، والحقيقة أنها لا تسبب ذلك. تحتوي مادة التيمروزال على شكل من أشكال الزئبق يسمّى إيثيل الزئبق Ethylmercury والذي يختلف عن الشكل الذي يسبب التسمم وهو ميثيل الزئبق Methylmercury. من الآمن استخدام إيثيل الزئبق في اللقاحات وذلك لأنه فرصة تراكمه في الجسم أقل.[4]
المُثبتات Stabilizers
تحمي المُثبّتات المواد الفعّالة في اللقاح من التغيّر خلال التخزين، النقل أو التصنيع نتيجة اختلاف درجة الحرارة مثلًا. من الأمثلة عليها السكّر أو الجيلاتين.[4]
المواد التي تستخدم خلال عملية تصنيع اللقاحات
يتم استخدام هذه المواد خلال عملية التصنيع ويتم التخلّص منها عندما يصبح اللقاح جاهزًا في المرحلة الأخيرة. يتبقّى أحيانا كمية صغيرة جداّ منها مع اللقاح، ولكن لا تُعتبر هذه الكمية خطيرة. من الأمثلة عليها:[4]
- مادة لزراعة الخلايا تُساعد على نمو المستضدّات Antigens؛ ومن الأمثلة عليها البيض، أما عن الأشخاص المصابون بحساسيّة من البيض فيمكنهم أخذ اللقاح ولكن في حال كانت الحساسية مفرطة فيجب أخذ اللقاح في عيادة طبية لمتابعة أعراض التحسس فور حدوثها.[4]
- مكوّنات لِقتل الميكروبات؛ هدفها إضعاف الفيروسات أو البكتيريا في اللقاح مثل الفورمالديهايد Formaldehyde . [4]
- مضادات حيوية؛ هدفها حماية اللقاح من التلوث الخارجي مثل Neomycin نيوميسين .[4]
إلى أي مدى تعتبر عملية تصنيع اللقاحات صعبة؟
من المُلاحظ أن الدول ذات الإيرادات المنخفضة تهتم بتأمين حاجتها من اللقاحات لعدم قدرتها على تصنيعها. تعتبر صناعة اللقاحات من أكثر الصناعات التي تواجه تحديّات، وذلك لأنه من الصعب تنفيذ أبسط الخطوات التي تضمن أمان وكفاءة اللقاح. حتى أنّ اللقاحات التي يتم إنتاجها في النهاية يمكنها أن تختلف عن بعضها البعض من حيث؛ نوع الكائنات الدقيقة التي تم استخدامها في اللقاح، البيئة التي تمت فيها زراعة تلك الكائنات الدقيقة، معرفة وخبرة فنّيين التصنيع والخطوات التي اتُبِعَت في عملية التنقية. لِذا، فإن السلطات التنظيمية عندما تمنح الترخيص لتصنيع اللقاح فإنها تحدد فيه نوع الكائنات الدقيقة المُستخدمة بالضبط، بالإضافة إلى تحديدِ الطرق التي سيتم من خلالها تصنيع اللقاح وفحصه.[5]
المراجع
- https://www.who.int/health-topics/vaccines-and-immunization#tab=tab_1 ,11-07-2020
- https://www.cdc.gov/vaccines/vpd/vpd-vac-basics.html ,11-07-2020
- https://www.cdc.gov/vaccines/parents/why-vaccinate/vaccine-decision.html?CDC_AA_refVal=https%3A%2F%2Fwww.cdc.gov%2Fvaccines%2Fparents%2Fvaccine-decision%2Findex.html ,11-07-2020
- https://www.vaccines.gov/basics/vaccine_ingredients ,11-07-2020
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5518734/ ,11-07-2020