حمض الفوليك: ما هي أهمية تناوله قبل الحمل وأثناء الحمل؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
الفوليك أسيد
المحتويات

في عام 1998، أصبحت عملية إضافة حمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic acid) إلى الحبوب – Grains – هو شيء إجباري بكندا والولايات المتَّحِدة الأمريكية، وتتمثل تلك العملية في إضافة حمض الفوليك إلى الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة مثل المخبوزات؛ وفي خلال عدة أشهر، لاحظ الأطباء زيادة مستوى عنصر الفولات بشكل ملحوظ (بالإنجليزية: Folate) لدى النساء في هذه الدول -اللاتي في عمر الإنجاب- وقد لاحظوا أيضًا انخفاض في معدلات ولادة الأطفال الَّذين يعانون من عيوب بالأنبوب العصبي في هذه الفترة؛[1] ولكن قد تتساءل لماذا اختارت هاتان الدولاتان حمض الفوليك لإضافته إلى الحبوب الكاملة بشكلٍ إجباري؟ وما هي علاقة حمض الفولات بعيوب الأنبوب العصبي لدى المواليد الجدد؟

سنتحدَّث في هذا المقال عن أهمية عنصر الفولات للجسم، وسنتعرف على أهمية تناول حمض الفوليك للمرأة الحمل وغير الحامل أيضًا، وسنتحدث عن كيفية الحصول عليه من خلال الأطعمة المختلفة والمكملات الغذائية وسنناقش أيضًا خطورة انخفاض عنصر الفولات في الجسم.

 

نبذة عن عنصر الفولات – حمض الفوليك

يُعرَف عنصر الفولات بفيتامين B9، وهو أحد الفيتامينات الأساسية بالجسم؛ فهو ضروري لعملية تضاعف الحمض النَّووي DNA، وكذلك يلعب دورًا أساسيًا في عملية تصنيع الأحماض الأمينية – Amino Acids – وأيضًا عملية الأيض الخاصة بالفيتامينات – Vitamin Metabolism – ولكن تختلف طبيعة هذا العنصر عن العديد من العناصر الموجودة بالجسم؛ فجسم الإنسان لا يستطيع تصنيع عنصر الفولات بداخله، ولكن يجب أن يحصل عليه الإنسان من مصادر خارجية، كالطعام والمُكمِّلات الغذائية. [1]

أما حمض الفوليك فهو من المكملات الغذائية المصنَّعة، وتستطيع الحصول عليه إما من خلال المكملات الغذائية – المُتَوفِّرة بالصيدليات – أو الأغذية المُدعَّمة بحمض الفوليك[1] – Artificially enriched food.

يخضع عنصر الفولات وكذلك حمض الفوليك إلى عمليات الأيض داخل الجسم ليتحول كلًا منهما إلى الصورة النشطة – Active form.

 

ما هي أهمية عنصر الفولات؟

هناك وظائف عديدة لعنصر الفولات: فهو يُحَفِّز عملية تصنيع كريات الدم الحمراء- Red blood cells – المسؤولة عن نقل الأكسجين داخل الجسم، لذلك قد يؤدي نقص الفولات بالجسم إلى حدوث أنيميا نقص الفولات. وكذلك يلعب عنصر الفولات دورًا أساسيًا في عمليَّتي تصنيع وإصلاح الحمض النووي DNA، والذي له دورًا أساسيًا في عملية انقسام الخلايا.[2]

 

ما هي فوائد حمض الفوليك قبل الحمل؟

ربما يتساءل البعض ماذا يفعل حمض الفوليك قبل الحمل؟

تتمثل فوائد حمض الفوليك لغير الحمل في عِدَّة جوانب؛ فتناوِلك لأقراص فوليك أسيد قبل الحمل سيُحافظ على المستوى الطبيعي لعنصر الفولات داخل جسمك، مما سيعمل على وقايتِك من عدة أمراض،[1] وأهمها:

  • أنيميا نقص الفوليك أسيد.[1]
  • اعتلال الأعصاب الطرفية.[1]
  • أمراض القلب والسكتة الدماغية.[3]
  • بعض أنواع السرطانات.[3]
  • مرض الزهايمر.[3]

بالإضافة إلى ذلك، ففي حالة حدوث حمل، ستقِ جنينك من مضاعفات نقص الفوليك أسيد، والتي قد تؤدي إلى عواقب خطيرة سنتحدث عنها فيما بعد.[1]

 

ما هي أهمية الفوليك أسيد للحامل؟

يزداد احتياج الجسم لعنصر الفولات أثناء فترة الحمل لأنَّه يساعد على نمو وتطور الجنين بشكل طبيعي؛ فلعنصر الفولات دورًا هامًا في التطور الطبيعي للمخ والحبل الشوكي لدى الجنين،[4] لذلك فنقص عنصر الفولات داخل جسم الأم سيُزيد من نسبة إصابة المولود بعيوب الأنبوب العصبي.[2]

ما هي عيوب الأنبوب العصبي – Neural tube defects؟

يلعب الأنبوب العصبي دورًا هامًا في التكوين الطبيعي للمخ، وعظام الجمجة، والحبل الشوكي وعظام الظهر، وفي حين عدم انغلاقه بشكل كامل خلال مراحل تكوين الجنين، يؤدي إلى أمراض خطيرة تُعرَف بعيوب الأنبوب العصبي؛[6] ويُولد حوالي 3000 آلاف مولود سنويًا بعيوب الأنبوب العصبي بالولايات المتحدة الأمريكية، [6]وتحدث تلك العيوب خلال الشهر الأول من الحمل،[5] ومن أشهرها:[2]

  • السنسنة المشقوقة – Spina bifidia: يحدث نتيجة خلل في عملية التكوين الطبيعي للعمود الفقري والحبل الشوكي لدى المولود، ويسمى أيضًا بالسنسنة المشقوقة.[8]
  • انعدام الدماغ – Anencephaly: وهو عدم اكتمال المخ وعظام الجمجمة لدى المولود.[6]

 

هل هناك فوائد أخرى لتناول حمض الفوليك أثناء الحمل؟

إنَّ تناولِك للمكملات الغذائية التي تحتوي على حمض الفوليك أثناء فترة الحمل يُقَلِل من نسبة حدوث العيوب الخلقية بقلب الجنين، كما أنه يقلل أيضًا من نسبة إصابة الجنين بالشفة والحنك المشقوق – Cleft lip and palate – والتي يُسميها البعض بالشفَّة الأرنبيّة، وهي تحدث غالبًا ما بين الأسبوع السادس إلى الأسبوع العاشر من الحمل؛ وبالطبع سيحتاج الطفل في تلك الحالة  للخضوع لبعض العمليات الجراحية لتصحيح وضع الشفتين والحنك. [7]

بالإضافة إلى الفوائد السابقة لتناول حمض الفوليك أثناء فترة الحمل، فإنه يُقلِّل من نسبة حدوث الإجهاض، وتسمم الحمل، والولادة المبكرة، وضعف نمو الجنين داخل الرحم وبالتالي ولادة الطفل بالوزن الطبيعي.[3]

وقد ناقشت إحدى الأبحاث احتمالية وجود علاقة بين تناول حمض الفوليك – قبل وأثناء الحمل – ووقاية الطفل المولود من الإصابة بالتوحد – Autism – ولكن نحتاج عدد أكبر من الدراسات لإثبات ذلك.[2]

 

متى تبدأ السيدة في تناول حمض الفوليك؟ وماهي الجرعة المناسبة؟

يُفضَّل أن تحرص أي سيدة في سن الإنجاب على تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا، أما المرأة الحامل، فيجب أن تتناول 600 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا منذ بداية الشهر الأول من الحمل؛[10] لأن تكوين المخ والحبل الشوكي لدى الجنين يحدث في هذه الفترة.[4]

وفي حالة وجود تاريخ مرضى للعائلة بالإصابة بعيوب الأنبوب العصبي، فستزيد جرعة المرأة الحامل إلى 4 مجم يوميًا.[10] وقد تحتاجين أيضًا لتناول جرعات عالية من حمض الفوليك،[7] إذا كنتِ تُعَانين من الأمراض التالية:[7]

  • أمراض الكبد أو الكلا.
  • أنيميا البحر المتوسط.

أما إذا كنتِ تتناولين الأدوية التي تُعالِج الصرع، أو النوع الثاني من داء السكري، أو الذئبة الحمراء، أو الصدفيّة، أو التهاب الروماتويد المفصلي، أو الربو، أو القولون العصبي، فستحتاجين أيضًا لتناول جرعات عالية من حمض الفوليك والتي سيُحدّدها الطبيب المعالج.[7]

 

هل هناك آثار جانبية لتناول حمض الفوليك؟

قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية اتجاه حمض الفوليك، لذلك يجب عليك الانتباه إذا لاحظت صعوبة بالتنفُّس، أو تورُّم بالوجه أو الشفتين أو اللسان أو الحلق بعد تناول حمض الفوليك؛[9] وقد يُصاب بعض الأشخاص بالآثار الجانبية التالية أيضًا:[9]

  • شعور بالغثيان وفقدان الشهية.
  • توهُّج بالجسم.
  • شعور بالانتفاخ مع وجود غازات.
  • مرارة بالفم.
  • شعور بالاكتئاب واضطرابات بالنوم.
  • شعور بالتوتر.

 

مصادر حمض الفوليك – ما هي المصادر الطبيعية للفولات؟

سبق وقد ذكرنا أن جسم الأنسان لا يستطيع تصنيع الفولات، لذلك يجب الحصول عليه من الخارج،[1] وإليكم بعض الأمثلة للأطعمة التي تحتوي على الفولات:[9]

  • البقوليات المجففة – Dried beans.
  • العدس والبزلاء.
  • البرتقال.
  • الحبوب الكاملة.
  • الكبدة.
  • البروكلي والسبانخ.

فاحرص على تناول الأطعمة السابقة حتى تحصل على الفولات من مصادره الطبيعية وتتمتع بصحة جيدة. [9]

 

المراجع

  1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3218540/ 25/8/2020
  2. https://www.medicalnewstoday.com/articles/219853#importance 25/8/2020
  1. https://www.webmd.com/baby/folic-acid-and-pregnancy#2 25/8/2020
  1. https://www.webmd.com/baby/folic-acid-and-pregnancy#1 25/8/2020
  2. https://medlineplus.gov/neuraltubedefects.html#:~:text=Neural%20tube%20defects%20are%20birth,column%20doesn’t%20close%20completely. 25/8/2020
  3. https://www.cdc.gov/ncbddd/birthdefects/anencephaly.html 25/8/2020
  4. https://www.healthline.com/health/pregnancy/folic-acid 25/8/2020
  5. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/spina-bifida/symptoms-causes/syc-20377860#:~:text=Spina%20bifida%20is%20a%20birth,the%20tissues%20that%20enclose%20them. 25/8/2020
  6. https://www.drugs.com/folic_acid.html 25/8/2020
  7. https://reference.medscape.com/drug/folvite-folic-acid-344419 25/8/2020

 

 

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الآمنة لمرضى القلب
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs لمرضى القلب

تترافق زيادة الأعمار مع زيادة أعداد المرضى الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية أو من هم مُعرّضون لخطر الإصابة بها. وكما تترافق أيضًا مع هذه الأمراض الإصابة بالتهاب المفاصل وغيرها من المشاكل العضلية الهيكلية.[1]  مما يستدعي المريض للاستعانة بالعلاجات وغيرها لتحسين كفاءة حياته اليومية، لذا يحتاج المرضى غالبًا إلى استخدام مضادات

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

المسكنات الآمنة لمرضى الكلى

إن اختيار المسكنات المناسبة لمرضى الكلى مثل المرض الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic kidney disease CKD) هو أمر شائك؛ حيث يمكن لبعض من هذه الأدوية التي يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى أن تتراكم، وبعضها الآخر تزداد سميتها وآثارها الجانبية عند هؤلاء المرضى. هناك أدلة تثبت بأن الألم عند هؤلاء المرضى لا

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الباراسيتامول والكافيين: ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

يرجع اكتشاف مادة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إلى عام 1887، حينما أعلن الصيدلي الألماني جوزيف فون مرينغ عن مادة الباراسيتامول ولكن كان لديه بعض الشكوك حول سلامة وأمان هذه المادة. وفي عام 1950، أثبتت الأبحاث سلامة وأمان مادة الباراسيتامول، واستمر استخدامها حتى وقتنا الحالي كعلاج مسكِّن وخافض للحرارة للبالغين، والأطفال، وكبار السن

معرفة المزيد »
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs

تحتل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs مكانة بالغة الأهمية في السيطرة على الأعراض المصاحبة للعديد من المشاكل الصحيّة والأمراض، حيث يتوافر منها في الأسواق التجارية في أنحاء العالم أكثر من 20 دواء[1] تُصنّف ضمن 6 مجموعات رئيسية وفقًا لتركيبها الكيميائي.[2] تُستَخدَم أفراد هذه العائلة لما تمتاز به من فعالية في تسكين الألم،

معرفة المزيد »
مدة صلاحية الدواء بعد فتحه
أدوية وعلاجات

مدة صلاحية الدواء بعد فتحه: ما هي صلاحية الأدوية بالمنزل؟

يُصاب الكثير من الأشخاص بالحيرة البالغة اتجاه صلاحية الأدوية بالمنزل بعد الفتح، والتي بالطبع تختلف تبعًا لتركيبة الدواء، والشكل الصيدلاني (بالإنجليزية: Dosage Form). فعلى سبيل المثال، تختلف صلاحية أدوية الشراب بعد الفتح عن صلاحية المراهم، وكذلك عن قطرات العين والأنف والأذن. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الاختلافات في مدة صلاحية

معرفة المزيد »
الخيارات العلاجية للصداع النصفي
غير مصنف

الخيارات العلاجية لمرضى الصداع النصفي

ما هو الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine)؟ هو أحد أنواع الصداع، يرافقهُ أحيانًا بعض الأعراض مثل الغثيان، الاستفراغ، رُهاب الضوء (Photophobia) [2]  أو حساسية الضوء، رُهاب الضوضاء (Phonophobia)،[2] رُهاب الروائح (Osmophobia)،[2]  والصوت، يوصَف الألم الذي يُحدِثُهُ هذا النوع بالألم النابِض (Throbbing pain) ويتم الشعور بهِ عادةً وليسً دائمًا في جهة

معرفة المزيد »
أمراض نفسية

الأرق (Insomnia): كيف يتم علاجه؟

إن الأرق هو إحدى اضطرابات النوم الذي يتميز بتكرار صعوبة البدء في النوم، الاستمرار بالنوم أو ضعف كفاءته على الرغم من وجود وقتٍ كافٍ وتوفر الفرصة المناسبة للنوم، ما ينتهي بتأثر نشاط الشخص وإنتاجيته في اليوم التالي.[1] إنهُ واحدًا من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا، حيث سجل حوالي ثلث البالغين صعوبة في

معرفة المزيد »
علاقة الرشح بالجو البارد
أمراض الجهاز التنفسي

الرشح والجو البارد | ما هي حقيقة العلاقة؟ وهل هناك مفاهيم خاطئة بشأنها؟

مع مرور الوقت، تصبح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالطب والأدوية أكثر شيوعًا، بالأخص مع توافر العديد من المصادر المتنوعة للمعرفة عن طريق الإنترنت والتي تطرح مفاهيم خاطئة ونظريات طبية غير موثّقة.[1] على المريض دومًا أن يحرص على أن يكون مصدر معلوماته فيما يتعلّق بالأدوية مصدرًا موثوقًا كي يتجنّب الخرافات والمعلومات الخاطئة Myths

معرفة المزيد »
علاج السعال
أمراض الجهاز التنفسي

السعال (Cough): كيف يتم علاجه؟

يعتبر السعال أو الكحّة (بالإنجليزية: Cough) أمرًا شائِعًا جدًا،[1] ويُعرّف بأنهُ ردّة فِعل من الجسم يُحافظ من خلالها على نظافة الحلق والمجاري التنفسية، بالرغمِ من أن السعال أمر مزعج إلا أنه يساعد الجسم على حمايةِ نفسه  بِنَفسِه.[2]  يمكن للسعال أن يكون واحدًا من أعراض العديد من الأمراض المختلفة.[1] سنتطرق في هذه

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الأسبرين: معلومات شاملة عن دواء يستخدم منذ قرن من الزمان

منذ عام 400 قبل الميلاد، استُخدِم لحاء شجرة الصفصاف لعلاج الالتهابات والحمى؛ فقد اعتاد الناس منذ عهد أبقراط على مضغ لحاء الصفصاف -weeds bark- للتخلص من أي التهابات أو ارتفاع في درجات الحرارة إلى أن استُخلِصَت مادة الساليسيليت -المسؤولة عن تلك الوظيفة- من هذه الشجرة ليظهر دواء الأسبرين والذي يُستخدَم منذ

معرفة المزيد »
اذهب إلى الأعلى