ما هو سكري الحمل Gestational Diabetes؟
سُكّري الحمل هو السكّري الذي يتم تشخيصه لأول مرة أثناء حمل المرأة، وغالبًا ما ينتهي بعد ولادة الطفل. [1] يزيد سكري الحمل من نسبة إصابةِ الحامل بالنوع الثاني من السكري فيما بعد، مما يجعل إجراء فحص دوري لمعدل السكّر في الدم أمرًا ضروريًا فيما بعد، كما يزيد من نسبة إصابةِ الطفل بالسّمنة والنوع الثاني من السكري أيضًا. [2]
يتم إجراء فحص لِسكر الدم أثناء الثلث الثاني [2] أو خلال الفترة ما بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 [3] للتأكد من وجود سكّري الحمل، أما عن اللواتي يمتلِكنَ عوامل أخرى تزيد من نسبة إصابتهن فيتم الفحص قبل ذلك. [1]
ما هي النقاط الأساسية للسيطرة على سكري الحمل ومتابعته؟
المفتاح الأساسي الذي يتم اتباعه للتقليل من عدد وخطر المضاعفات التي يسببها سكّري الحمل Gestational Diabetes هو الحفاظ على قراءات سكر الجلوكوز في الدم، بالإضافةِ إلى مجموعةٍ من النقاط الأساسية الهامّة مثل؛ اختبار الجنين قبل الولادة Antenatal fatal testing، تقدير نمو الجنين Assessment of fetal growth، تحديد وقت أو موعد الولادة Timing of delivery. نذكر فيما يلي التفاصيل: [3]
الحفاظ على مستويات سكر الجلوكوز والسيطرة عليها
الحفاظ على مستويات سكر الجلوكوز في الدم هو حجر الأساس في متابعة سكّري الحمل، حيث يندرج تحت هذه النقطة القياس المستمر لقراءات السكر، الحِمية الغذائيّة، التمارين الرياضية، استخدام الإنسولين واستخدام خافضات سكر الدم والتي سيتم مناقشتها بالتفصيل فيما بعد. [3]
معظم النساء الحوامل يُحققن مستويات الجلوكوز الطبيعية Euglycemia من خلال اتّباع حمية غذائية مناسبة فقط، بينما يحتاج 30% من النساء الحوامل إلى استخدام الأدوية العلاجيّة أيضًا. [4]
اختبار الجنين قبل الولادة Antenatal fetal testing
يتم هنا إجراء مجموعة من الفحوصات بالإضافةِ إلى إيجاد عامل السائل الأمنيوتي Amniotic Fluid للجنين، وذلك للحامل التي تتناول الإنسلوين أو الأدوية خافضة السكّر. أما الحامل التي تتبّع فقط الحمية الغذائية دون الحاجة إلى الإنسلوين أو الأدوية العلاجية فإنه من المعقول أن لا تتم متابعة اختبار الجنين قبل الولادة، مع ضرورة ذكر أن الممارسة العمليّة تختلف من مكانٍ لآخر وذلك لوجود اختلافات في البيانات والدراسات على هذه النقطة بالتحديد. [3]
تقدير نمو الجنين Assessment of fetal growth
يتم إجراء اختبار الموجات فوق الصوتية Ultrasound لمرة واحدة في الثلث الأخير من الحمل في الفترة ما بين الأسبوع 36 والأسبوع 39 لتقدير وزن الجنين. يتم إجراء هذا الاختبار بغض النظر عن حاجة المرأة الحامل للإنسولين، خافضات سكر الدم أو درجة السيطرة على الأيض Metabolism في جسمها. [3]
تحديد وقت أو موعد الولادة Timing of delivery
من النقاط الأساسية في متابعة سكري الحمل لدى المرأة الحامل هو تحديد ما إذا كان الطبيب سيقوم بتحريض المخاض أو تحفيز الولادة أو الطلق الصناعي Induction of labor وتحديد الوقت المناسب لذلك. من الفوائد الرئيسية التي يتم الحصول عليها عند تحفيز المخاض هو تجنّب الولادة المُتأخرة وتجنب المضاعفات الخطيرة التي من الممكن حدوثها بسبب زيادة نمو الجنين مثل Cesarean delivery أو الولادة القيصريّة. [3]
متى يصبح من اللازم استخدام العلاجات الدوائية للسيطرة على سكري الحمل Gestational Diabetes؟
عندما تُصبح الحميات الغذائيّة غير كافية لتحقيق قراءات الجلوكوز المطلوبة في الدم، يصبح من الضروري البدء في استخدام العلاجات الدوائيّة. يتم البدء في استخدام العلاجات الدوائيّة عندما تتجاوز 30% من قراءات الجلوكوز في الدم هذه الحدود القصوى الثلاثة: [4]
- تركيز الجلوكوز في الدم عند الصيام Fasting blood glucose أكثر من 95 mg/dl.
- تركيز الجلوكوز في الدم بعد ساعة واحدة من الأكل One-hour postprandial أكثر من 140 mg/dl.
- تركيز الجلوكوز في الدم بعد ساعتين Two-hours postprandial من الأكل أكثر من 120 mg/dl.
ما هي العلاجات الدوائية التي يمكن استخدامها للسيطرة على سكري الحمل Gestational Diabetes؟
تنقسم العلاجات الدوائية للسيطرة على سكّري الحمل إلى مجموعتين؛ الإنسولين والأدوية خافضة السكّر مثل الميتفورمين Metformin و جليبيريد glyburide، ويُذكر أن هذه الأدوية غير موافق على استخدامها لسكري الحمل من قبل مديرية الغذاء والدواء الأمريكية [5]، فيما يأتي سيتم توضيح معايير عملية الاختيار بين هذه العلاجات ونقاط أخرى هامّة:
الإنسولين Insulin
تُفضّل الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد ACOG American College of Obstetricians and Gynecologists وجمعية السكري الأمريكية American Diabetes Association ADA استخدام الإنسولين للسيطرة على سكّري الحمل، ولكنهم يؤيدون أيضًا استخدام خافضات السكر في الدم Anti-hyperglycemic agents في حالات معينة: [4]
- عندما ترفض المرأة الحامل استخدام الإنسولين.
- عند اعتقاد مُقدّم الرعاية الصحيّة أن المريضة لن تستطيع توفير الإنسولين.
- عندما لا تستطيع المريضة استعمال الإنسولين وحقنه بطريقةٍ صحيحة.
تختلف الجرعة المستخدمة بِاختلاف مجموعة من العوامل لدى المرأة الحامل مثل؛ مستوى السمنة، الصفات العِرقيّة، درجة ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم بالإضافةِ إلى عوامل أُخرى تتعلق بالبيانات السكنيّة لها. مع اختلاف العوامل المذكورة سابقًا، ذكرَت معظم الدراسات بأن استخدام 0.7-2 وحدة/كغ في اليوم الواحد من الإنسولين كافٍ لتحقيق قراءات الجلوكوز المطلوبة في الدم. يتم اختيار نوع الإنسولين وحساب الجرعة المطلوبة بناءً على قراءات الجلوكوز اليومية. [4]
إن أنواع الأنسولين التي تم درساتها بكل جيد هي ليسبرو lispor، أسبارت aspart، المنتظم regular وإنسلوين NPH ويعتبروا خيارات فعالة وآمنة. أما أنسولين جلارجين glargine فإن عدد الدراسات المتوفرة عليه أقل، وتأثيره الطويل الأمد على قراءات السكر في الدم يمكنها أن تفاقم من مشكلة هبوط السكر لدى الأم الحمل، أما عن أنسلوين ديتيمير detemir فهو آمن وتتم مقارنته بأنسولين NPH. [6]
خافضات سكر الدم الفموية Oral Anti-hyperglycemic agents
إن الاختيارات في هذه الفئة تنحصر غالباً في الميتفورمين Metformin، جليبيرد Glyburide وأدوية أُخرى أقل استخدامًا مثل تولبيوتاميد Tolbutamide وكلوربروباميد Chlorpropamide وغيرهم. فيما يلي المزيد من التفاصيل عن كلّ منها: [4]
ميتفورمين Metformin
يُعتبر الميتفورمين Metformin آمنًا للاستخدام خلال الثلث الثاني والثالث من فترة الحمل على المدى القصير وفعّالًا لدى معظم النساء الحوامل، ولكنّ ثلث النساء اللواتي يستخدِمنَهُ يحتجنَ للإنسولين أيضًا للمحافظة على مستويات الجلوكوز المطلوبة. تنُصّ جمعية السكري الأمريكية ADA على أنه لا يجب استخدام الميتفورمين Metformin للحامل المصابة بارتفاع ضغط الدم، تسمم الحمل أو مُعرّضة لضعف نمو الجنين داخل رحمها. [4]
هناك بعض الآثار الجانبيّة التي يمكن أن يسببها الميتفورمين Metformin ولكنها تزول مع الوقت، وبالأخص عند تقليل الجرعات المُستخدَمة أو حتى وقف استخدامه، ومن الأمثلة عليها؛ طعم معدني في الفم، الغثيان، ضعف في الشهيّة، الإسهال وعدم ارتياح البطن. يعبُر الميتفورمين Metformin المشيمة، ولكنه من غير المعروف أنَ تعرُّض الجنين لمستوياتٍ من دواءٍ يرفع حساسية الخلايا للإنسولين مثل الميتفورمين Metformin قد يكون ضارًا أم نافعًا، لذلك يجب الحذر عامةً. [4]
جليبيريد Glyburide
هو أحد أدوية السلفونيليوريا Sulfonylurea من الجيل الثاني، من الأدوية التي تستخدم بِكثرةٍ لعلاج سُكّري الحمل. مُقارنةً بالإنسولين، لا يُحقّق الجليبيريد Glyburide نتائج أفضل، بل أحيانًا تكون بعض النتائج أسوأ. [4]
من أهم الأعراض الجانبية للجليبيريد Glyburide انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم Hypoglycemia. يخترق الجليبيريد Glyburide المشيمة، وترتبط نسبة تركيزه في الحبل السُرّي إلى تركيزه في دم الأم بالوقت الذي تناولت فيه الأم آخر جرعة من الدواء، كما يرتبط مستوى خطر انخفاض مستوى الجلوكوز في دم الجنين بمستويات الدواء في الحبل السُرّي. يتم تقليل خطر تَعَرّض الجنين لمستويات منخفضة من الجلوكوز عن طريق تقليل آخر جرعة تناولتها الأم خلال آخر 24 ساعة قبل الولادة. [4]
المراجع
- https://medlineplus.gov/diabetesandpregnancy.html
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gestational-diabetes/diagnosis-treatment/drc-20355345
- https://www.uptodate.com/contents/gestational-diabetes-mellitus-obstetric-issues-and-management?search=gestational%20diabetes&source=search_result&selectedTitle=2~88&usage_type=default&display_rank=2#topicContent
- https://www.uptodate.com/contents/gestational-diabetes-mellitus-glycemic-control-and-maternal-prognosis?search=gestational%20diabetes&topicRef=4800&source=see_link#H2
- https://www.everydayhealth.com/gestational-diabetes/guide/treatment/
- https://emedicine.medscape.com/article/127547-overview#a17