مع مرور الوقت، تصبح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالطب والأدوية أكثر شيوعًا، بالأخص مع توافر العديد من المصادر المتنوعة للمعرفة عن طريق الإنترنت والتي تطرح مفاهيم خاطئة ونظريات طبية غير موثّقة.[1] على المريض دومًا أن يحرص على أن يكون مصدر معلوماته فيما يتعلّق بالأدوية مصدرًا موثوقًا كي يتجنّب الخرافات والمعلومات الخاطئة Myths and Misconceptions.[1] فيما يأتي سيتم عرض إحدى الاعتقادات السائدة بعلاقة الرشح والجو البارد وتوضيح الجزء الصحيح منهً وفي مقابله الجزء الخاطئ.
ما هو الاعتقاد السائد بشأن علاقة الرشح مع الجو البارد؟
“إذا استحممت وخرجت في الهواء البارد ستُصاب بالرشح أو نزلة البرد”[2]. إن الاعتقاد السائد وراء أن الجو البارد أو درجات الحرارة المُنخفضة قد تسبب لك الرشح هو السبب نفسه وراء سعي الأمهات والجدّات وحرصهن على تغطية الأبناء جيدًا عند الخروج في طقسٍ بارد.[3]
ولكن لماذا تزداد حالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا في فصل الشتاء إذا كانت تلكَ خرافاتٌ ومفاهيم خاطئة؟ ما هي الخرافة بالضبط؟ وهل هناك عناصر أخرى ترتبط بالجو البارد لها علاقة بارتفاع نسبة الإصابة بالرشح؟ الحقيقة أن الإجابة تحتوي على أكثر من عنصر متشابك.[3]
هل الجو البارد هو السبب الرئيسي خلف الإصابة بالرشح؟
بدايةً، عند الحديثِ عن الأمراض المُعدِية فإن سبب الإصابة هو الكائنات الصغيرة المُمرِضَة وليس الجو البارد أو درجة الحرارة المُنخفضة بِذاتِها، حيث يتم إصابة الشخص بالرشح عند تعرضهِ لإحدى الفيروسات الأنفية Rhinoviruses، ويُصاب الشخص بالإنفلونزا عند إصابتهِ بأحد فيروسات الإنفلونزا.[3]
ما هي العلاقة بين الفيروسات ودرجة حرارة الجسم والنظام المناعي فيه؟
تميل بعض الفيروسات للنمو والتضاعف بشكلٍ أكبر خلال الجو البارد، حيث تتضاعف الفيروسات الأنفية Rhinoviruses بشكلٍ أفضل على درجات حرارة 33-35 درجة سيلسيوس كالمتوافرة في منطقة الأنف، مقارنةً بدرجة حرارة الجسم الباطنة 33-37 درجة سيلسيوس.[3]
أضِف إلى ذلك، لو كنت تعاني من مرضٍ تنفسي آخر مثل الربو Asthma، فيمكن للجو البارد أن يساهم في التسبّب بالرشح أو نزلات البرد من خلال إثارتهِ للربو مما يجعل الجسم أكثر عُرضةً للإصابة.[4]
هل هناك نظريات أخرى تفسر العلاقة بين الجو البارد والإصابة بالرشح؟
إحدى النظريات التي تفسر ذلك هي نظرية التسخين المركزي Central Heating، والتي تتمركز حول فكرة وجودك في الداخل نتيجةً للأجواء الباردة في الخارج، ويرافق الحرارة الدافئة في الداخل أو ما يسمى هنا يمصطلح التسخين المركزي وجود الهواء الجاف الذي يسهّل على فيروسات الرشح والإنفلونزا الدخول في ممرّات الانف الجافّة، ولكن تختلف الآراء حول صحّة هذه النظريّة ولكنها من النظريات المطروحة لتفسير علاقة الرشح بالأجواء الباردة في فصلٍ مثل الشتاء.[3]
وبمناسبةِ ذكرِ دورِ الهواء الجاف في الداخل في نظرية التسخين المركزي، فقد وجد الباحثون بعد قيامهم بإحدى الدراسات في الصين في جامعة تيانجين Tianjin University أن الطلاب في غرفهم الداخلية مع سوء التهوية قد يعانون من ارتفاع بمعدل التقاطهم لنزلات البرد.[3]
أما عن بحثٍ آخر أجراهُ الباحثونَ في جامعة فيرجينيا للتقنية المعروفة بِ Virginia Tech أن التهوية الجيدة وارتفاع معدلات الرطوبة في الداخل يُقلل ويثبط من فعالية فيروس الإنفلونزا من النوع A ليتركهُ غير فعّالًا.[3]
بالإضافةِ إلى حقيقة بسيطةٍ ولكن ها هامة وهي أنه عندما يكون الجو باردًا في الخارج نميل للبقاء في الداخل سواءً مع العائلة، الأصدقاء أو زملاء العمل، وهذا التصرّف حقيقةً يزيد من فرصة الإصابة بالمرض، حيثُ يمكنك التقاط العدوى بالرشح ممن حولك من الأشخاص بمختلف الطرق مثل: [2]
- عندما يقوم شخص مصاب بالرشح بالعطاس، الكحّة، أو بتنظيف أنفِه مما يمكن أن يعرضك للرذاذ.
- عندما تقوم بلمس عينيك، أنفك، أو فمك بعدما قمت بلمس أشياء أخرى ملوثة بفيروس الرشح.
المراجع
- https://health.clevelandclinic.org/7-myths-medication-facts-behind/
- https://www.pharmacytimes.com/contributor/anyssa-garza/2016/02/top-5-health-and-medication-misconceptions
- https://www.healthline.com/health/does-cold-weather-make-you-sick#central-heating
- https://www.webmd.com/cold-and-flu/qa/can-you-catch-a-cold-from-cold-weather