إن الأرق هو إحدى اضطرابات النوم الذي يتميز بتكرار صعوبة البدء في النوم، الاستمرار بالنوم أو ضعف كفاءته على الرغم من وجود وقتٍ كافٍ وتوفر الفرصة المناسبة للنوم، ما ينتهي بتأثر نشاط الشخص وإنتاجيته في اليوم التالي.[1]
إنهُ واحدًا من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا، حيث سجل حوالي ثلث البالغين صعوبة في النوم خلال الاثني عشر شهرًا السابقة، بالإضافةِ لوجود 17% منهم يعاني منها كمشكلة حادةوالذي يمكن أن يترافق مع الضغط النفسي الحاد، استخدام علاجات أو مواد معينة، عادات النوم السيئة أو التغيير في بيئة النوم المعتادة.[2]
ما هي أنواع الأرق؟
يمكن تقسيم الأرَق بناءً على المدة الزمنية (بالإنجليزية: Duration) إلى نوعين؛ الأرق قصير المدى (بالإنجليزية: Short-term Insomnia) والأرَق المزمن (بالإنجليزية: Chronic Insomnia).
بالإضافة إلى اختلاف المدة الزمنية هناك اختلاف بشأن تحديد السبب المباشر للأرَق، فيما يأتي المزيد من التوضيح:[2]
الأرق قصير المدى
ويسمى أيضًا الأرَق الحاد (بالإنجليزية: Acute Insomnia)، يستمر عادةً لعدّة أيام أو أسابيع وتستمر الأعراض لأقل من ثلاثة أشهر. يحدث استجابةً لمؤثراتٍ محددةٍ والتي يمكن أن تكون جسدية، نفسية، اجتماعية أو ظروف خاصة بالشخص مثل فقدان شخص قريب، حادثة طلاق أو فقدان العمل. إن ارتباط الأرَق بمؤثر محدد يعني أن الأعراض ستزول عند التخلص من المُؤثر أو المُسبب، أو عندما يحاول الشخص أن يتكيف مع وجوده ويتقبله.[2]
الأرق المزمن
حتى يتم تشخيصه بالأرَقِ المزمن، يجب أن تستمر أعراضه على الأقل ثلاثة مرات خلال الأسبوع على الأقل لمدة ثلاثة أشهر. بعض الأفراد يقومون بتحديد مؤثر محدد ساهم في ظهور الأرَق لديهم، في حين أن الآخرين يشتكون من أعراض الأرَق طيلةَ حياتهم تقريبًا دون وجود مؤثر محدد.[2]
ما هي وسائل علاج الأرق؟
يمكن للعلاج أن يعتمد على المُسبّب، حيث يمكن أن يكون المسبب مرضًا آخر أو علاجًا يستخدمه الشخص، فعندما يتم علاج المرض أو تحويل المريض إلى دواء آخر سينعكس ذلك على علاج الأرَق. كما أن هنالك أدوية بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية يمكن استخدامها لعلاج حالات معينة. أما عن العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy CBT)، فيمكنه أن يساعد بعض الحالات لتجاوز الأرَق عن طريق التقليل من القلق (بالإنجليزية: Anxiety) واستهداف الأفكار التي تساهم في عادات النوم السيئة.[3]
هل يمكن علاج الأرق بطرق غير دوائية (Non-pharmacological)؟
إن جميع مرضى الأرَق سواءً كان من النوع القصير المدى أو من النوع المزمن، يجب أن يتم تقديم النُصح الكافي لهم في ما يخص عادات وعناصر النوم الصحّي (بالإنجليزية: Sleep Hygiene). إن النوم الصحي هو مجموعة من الأفعال والنشاطات التي تحسّن من استمرارية النوم بكفاءةٍ جيدة تضمن للشخص التيقّظ والنشاط في اليوم التالي. فيما يأتي نذكر أهمها:[1]
- حاول تطوير عادات منتظمة للنوم؛ مما يعني المحافظة على موعد منتظم يوميًا للنوم والاستيقاظ بحيث يتم الحصول على ساعات كافية للنوم.
- تجنَب البقاء صباحًا في السرير بعد الاستيقاظ للحصول على المزيد من النوم.
- تجنب القيلولة (بالإنجليزية: Napping) خلال النهار، وإن كان ذلك ضروريًا لا تتجاوز ساعة واحدة، وتجنب القيلولة بعد الثالثة عصرًا.
- حافظ على برنامج يومي منتظم؛ أوقات منتظمة لتناول وجبات الطعام، تناول الأدوية والقيام بالأنشطة المختلف، مما يساعد الساعة البيولوجية الداخلية على المرور بسهولة.
- عندما تذهب للفراش، تجنب القراءة، الكتابة، الأكل، مشاهدة التلفاز، التحدث بالهاتف أو اللعب.
- تجنب تناول الكافيين بعد وجبة العشاء، تناول الكحول خلال 6 ساعات من موعد النوم وتناول النيكوتين قبل النوم.
- لا تذهب للنوم وأنت جائع، وأيضًا لا تأكل وجبة كبيرة بالقرب من موعد النوم.
- تجنب الحبوب التي تساعد على النوم، خاصةً ما يُصرَف منها بدون وصفة طبية (بالإنجليزية: Over-the counter OTC).
- حاول تجهيز غرفة النوم لِتُناسب النوم من خلال إبقائها هادئة، داكنة بإطفاء الأضواء والحفاظ على حرارتها مناسبة وفقًا للجو المحيط.
ما هي العلاجات الدوائية لمعالجة الأرق (Pharmacological treatment)؟
هناكَ العديد من العلاجات المتوفرة للأرَق، ويتم تصنيفها من خلال آلية عملها أو من خلال استخدامها الأساسي بل أن يتم استخدامها كعلاج للأرَق.[2] في عام 2107، تم نشر تعليمات إرشادية (بالإنجليزية: Guideline) في مجلة طب النوم السريري (بالإنجليزية: Journal of Clinical Sleep Medicine JCSM) فيما يخص علاج الأَرق المزمن عند البالغين. ما يميز هذه الإرشادات هو أنه قد تم التركيز فيها على أدوية محددة شائعة الاستخدام وليس على مجموعات دوائية عامة، مع مراعاة أن بعضها كان معتمدًا من مديرية الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: FDA)، فيما يلي نذكر أهم المجموعات والأدوية التي ذُكِرَت في هذه الإرشادات:[4]
- البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines)
- ترايازولام (بالإنجليزية: Triazolam).
- تيمازيبام (بالإنجليزية: Temazepam).
- ناهضات مستقبلات البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines receptor agonists)
- زولبيديم (بالإنجليزية: Zolpidem).
- زاليبلون (بالإنجليزية: Zaleplon).
- إسزوبيكلون (بالإنجليزية: Eszopiclone).
- ناهضات مستقبلات الأوريكسين (بلإنجليزية: Orexin-receptor agonists)
- سوفوريكسانت (بالإنجليزية: Suvorexant)
- ناهضات الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin agonists)
- راميلتيون (بالإنجليزية: Ramelteon)
- مجموعة الهيتيروسايكليكس (بالإنجليزية: Heterocyclics)
- دوكسيبين (بالإنجليزية: Doxepin).
- ترازودون (بالإنجليزية: Trazodone).
- مضادات التشنج (بالإنجليزية: Anti-convulsants)
- تياجابين (بالإنجليزية: Tiagabine).
- الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية
- دايفينهايدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine).
- ميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin).
- ل-تريبتوفان (L-Tryptophan).
- فاليريان (بالإنجليزية: Valerian).
المراجع
- https://emedicine.medscape.com/article/1187829-overview#a2 ,07-09-2020
- https://www.uptodate.com/contents/evaluation-and-diagnosis-of-insomnia-in-adults?search=insomnia%20types&source=search_result&selectedTitle=1~150&usage_type=default&display_rank=1#H2093124172 ,07-09-2020
- https://www.sleepassociation.org/sleep-disorders/insomnia/ ,07-09-2020
- https://aasm.org/resources/pdf/pharmacologictreatmentofinsomnia.pdf ,07-09-2020