الباراسيتامول والكافيين: ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
المحتويات

يرجع اكتشاف مادة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إلى عام 1887، حينما أعلن الصيدلي الألماني جوزيف فون مرينغ عن مادة الباراسيتامول ولكن كان لديه بعض الشكوك حول سلامة وأمان هذه المادة. وفي عام 1950، أثبتت الأبحاث سلامة وأمان مادة الباراسيتامول، واستمر استخدامها حتى وقتنا الحالي كعلاج مسكِّن وخافض للحرارة للبالغين، والأطفال، وكبار السن وللحوامل أيضًا. [1]

ولكن شهدنا بعد ذلك إضافة مادة الكافيين إلى بعض مركبات الباراسيتامول والمسكنات الأخرى أيضًا؛ للحد من آلام الصداع خاصة الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine Headache)، والصداع التوتري (بالإنجليزية: Tension (Headache. فالكافيين يعمل على أنقباض الأوعية الدموية، وكذلك فهو مُحَفِز للجهاز العصبي، والقلب، والعضلات والمراكز المتحكمة بضغط الدم. [2] ولكن ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

دعونا نتحدث في هذا المقال عن إضافة الكافيين للباراسيتامول؛ لندرك إذا كان هناك فرق في كفاءة وفعَّاليّة هذا المزيج أم لا. وسنلقي الضوء أيضًا على بعض الآثار الجانبيّة لذلك المزيج وجرعته المتوفرة بالصيدليات.

 

دراسات تختبر كفاءة إضافة الكافيين إلى الباراسيتامول

سعت إحدى مقالات المراجعة (بالإنجليزية: Review Articles) إلى اختبار كفاءة وتأثير إضافة مادة الكافيين إلى بعض المسكِّنات، مثل؛ الباراسيتامول والإيبوبروفين. وقد شملت تلك المقالة 20 دراسة، والتي تضمنت 7238 شخص، يعانون من آلام مختلفة، مثل؛ الصداع، وآلام الأسنان، وآلام ما بعد عملية الولادة وآلام الطمث.

وقد تحسنت الأعراض لدى الأشخاص الَّذين تناولوا المسكِّنات المضاف إليها مادة الكافيين -التي شملت البارراسيتامول- بشكل أفضل من الأشخاص الَّذين تناولوا تلك المسكِّنات فقط -بدون إضافة الكافيين. ولم ينتج عن تلك الدراسة آثار جانبيّة خطيرة عند إضافة الكافيين بالجرعة المناسبة. [3]

و قد هدفت دراسة أخرى إلى اختبار تأثير إضافة الكافيين للباراسيتامول، وشملت 24 شخصًا، وانقسم هؤلاء الأشخاص إلى 4 مجموعات. تناولت المجموعة الأولى 1000 مجم من الباراسيتامول فقط، وتناولت المجموعة الثانية 130 مجم من الكافيين فقط، في حين تناولت المجموعة الثالثة الكافيين والباراسيتامول، بينما تناولت المجموعة الرابعة العلاج الوهمي (بالإنجليزية: Placebo). ثم بعد ذلك تناولت كل مجموعة العلاجات الأخرى أيضًا بالتوازي.

وأثبتت تلك الدراسة أن أفضل تأثير لتسكين الآلام عند هؤلاء الأشخاص كان عند إضافة الكافيين للباراسيتامول؛ فقد ساعد الكافيين على امتصاص الباراسيتامول بشكل أفضل وحسَّن من فعَّاليّته. [4]

 

 

هل يستطيع المريض الحصول على الكافيين من مصادره الطبيعية أثناء تناول الباراسيتامول؟

نعم، يستطيع المريض الحصول على الكافيين من مصادره الطبيعية أثناء تناول الباراسيتامول، مثل؛ الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية والشوكولاتة. ولكن كيف أن يحدد الجرعة المطلوبة والفعَّالة من الكافيين؟ فقد يتناول المريض جرعة زائدة من الكافيين مما سيجعله عرضة لاضطربات النوم، والعصبيّة والتشنجات. [5]

             

                                                                               

ما هي الجرعة المناسبة للأطفال والبالغين؟

تتوفر تلك الأقراص بالصيدليات بتركيز 500/65 مجم (500 مجم للباراسيتامول و65 مجم للكافيين). [6]  وتختلف الجرعة تبعًا لعمر المريض: [6]

  • الجرعة المناسبة للبالغين الأكثر من 16 عامًا: 2 قرص كل 4 ساعات أو عند اللزوم، بشرط ألا يتجاوز إجمالي عدد الأقراص خلال ال24 ساعة عن 8 أقراص.

 

  • الجرعة المناسبة للأطفال الَّذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 15 عامًا: قرص كل 4 ساعات أو عند الحاجة.

ويجب الابتعاد عن تناول الكميات الكبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ حتى لا يعاني المريض من الآثار الجانبيّة المتعلقة بالجرعات الزائدة للكافيين. [6]

 

 

ما هي الآثار الجانبيّة لأقراص الباراسيتامول والكافيين؟

تتعلق بعض الآثار الجانبيّة بمادة الباراسيتامول، بينما يتعلق البعض الآخر بالكافيين. وتختلف استجابة كل مريض عن الآخر؛ فقد لا يعاني بعض المرضى من تلك الآثار الجانبيّة عند استخدام أقراص الباراسيتامول والكافيين على نقيض البعض الآخر.[7]

الآثار الجانبيّة للباراسيتامول

إذا لاحظ المريض بعض أعراض الحساسية، أو تورُّمات بأي مكان بالجسم عند تناول تلك الأقراص، فربما يُعاني من بعض الآثار الجانبيّة للباراسيتامول،[7] والتي تتضمن الآتي:

  • الأرتكاريا والطفح الجلدي.[7]
  • وذمة الحنجرة أو تورُّم الحنجرة [7] (بالإنجليزية: Laryngeal edema). 
  • الوذمة الوعائية (بالإنجليزية: Angioedema)؛ وهو تورُّم تحت الجلد أو الأغشية المخاطيّة -يشبه الأرتكاريا. [8]
  • نقص الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Thrombocytopenia)، والتي قد تؤدي لظهور بقع بالجلد [7] (بالإنجليزية: Thrombocytopenic purpura).
  • نقص كريات الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukopenia)، وتسمم الكبد. [7]
  • انخفاض مستوى حمض اليوريك -اليوريك أسيد. [7]
  • نقص بعض العناصر بالجسم، مثل؛ الصوديوم، والكلورايد، والجلوكوز، والكالسيوم والبيكربونات. [7]

الآثار الجانبية للكافيين

قد يعاني بعض الأشخاص من بعض الآثار الجانبيّة عند تناول الأقراص التي تحتوي على الكافيين، وتزيد تلك الأعراض عند تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أيضًا [7]، وهي تشمل الآتي: [7]

  • العصبية، والتوتر.
  • الأرق وعدم الراحة.
  • التشنّجات وطنين الأذن.
  • الغثيان والقئ.
  • زيادة ضربات القلب.
  • الإسهال وإدرار البول.

 

 

ما هي الاحتياطات اللازمة عند استخدام أقراص الباراسيتامول والكافيين؟

هناك بعض الاحتياطات اللازمة لمرضى الكبد؛ فتناولهم للباراسيتامول قد يؤدي إلى فشل الكبد. ويجب أخذ احتياطات إضافيّة أيضًا لمرضى أنيميا الفول (بالإنجليزية: G6PD deficiency) عند تناول أقراص الباراسيتامول والكافيين. لذلك، يجب أن يبتعد هؤلاء المرضى عن تناول أقراص الباراسيتامول والكافيين إلا تحت إشراف الطبيب المعالج وبالجرعات المناسبة. [7]

 

 

هل هناك خطورة من استخدام أقراص الباراسيتامول والكافيين للمرأة الحامل والأم المرضع؟

يجب ألا تتناول المرأة الحامل أقراص الباراسيتامول والكافيين إلا تحت إشراف الطبيب المعالج؛ ففئة السلامة لتلك الأقراص هي الفئة C، أي تستخدم فقط عند الضرورة -إذا كانت نسبة الفائدة تتعدّى نسبة الضرر الذي قد يعود على الأم أو الجنين.

أما عن الأم المُرضع، فيجب أيضًا استشارة الطبيب في ذلك؛ لأن المادة الفعالة لتلك الأقراص تُفرَز في لبن الأم، مما قد يؤثر على صحة الطفل.

اقرأ أيضًا: ما هي المسكنات المسموح بها للمرأة الحامل؟

 

المراجع:

  1. https://www.nature.com/articles/nm0110-10a(10/11/2020)
  2. https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-979/caffeine(10/11/2020)
  3. https://www.cochrane.org/CD009281/SYMPT_caffeine-analgesic-adjuvant-acute-pain-adults(10/11/2020)
  4. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/17442681/(10/11/2020)
  5. https://www.healthline.com/health/migraine/caffeine-migraine#outlook(10/11/2020)
  6. https://www.drugs.com/uk/pdf/leaflet/1045514.pdf(10/11/2020)
  7. https://reference.medscape.com/drug/excedrin-tension-headache-excedrin-aspirin-free-acetaminophen-caffeine-999338#10(10/11/2020)
  8. https://www.medicalnewstoday.com/articles/216095(10/11/2020)

 

 

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الآمنة لمرضى القلب
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs لمرضى القلب

تترافق زيادة الأعمار مع زيادة أعداد المرضى الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية أو من هم مُعرّضون لخطر الإصابة بها. وكما تترافق أيضًا مع هذه الأمراض الإصابة بالتهاب المفاصل وغيرها من المشاكل العضلية الهيكلية.[1]  مما يستدعي المريض للاستعانة بالعلاجات وغيرها لتحسين كفاءة حياته اليومية، لذا يحتاج المرضى غالبًا إلى استخدام مضادات

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

المسكنات الآمنة لمرضى الكلى

إن اختيار المسكنات المناسبة لمرضى الكلى مثل المرض الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic kidney disease CKD) هو أمر شائك؛ حيث يمكن لبعض من هذه الأدوية التي يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى أن تتراكم، وبعضها الآخر تزداد سميتها وآثارها الجانبية عند هؤلاء المرضى. هناك أدلة تثبت بأن الألم عند هؤلاء المرضى لا

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الباراسيتامول والكافيين: ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

يرجع اكتشاف مادة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إلى عام 1887، حينما أعلن الصيدلي الألماني جوزيف فون مرينغ عن مادة الباراسيتامول ولكن كان لديه بعض الشكوك حول سلامة وأمان هذه المادة. وفي عام 1950، أثبتت الأبحاث سلامة وأمان مادة الباراسيتامول، واستمر استخدامها حتى وقتنا الحالي كعلاج مسكِّن وخافض للحرارة للبالغين، والأطفال، وكبار السن

معرفة المزيد »
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs

تحتل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs مكانة بالغة الأهمية في السيطرة على الأعراض المصاحبة للعديد من المشاكل الصحيّة والأمراض، حيث يتوافر منها في الأسواق التجارية في أنحاء العالم أكثر من 20 دواء[1] تُصنّف ضمن 6 مجموعات رئيسية وفقًا لتركيبها الكيميائي.[2] تُستَخدَم أفراد هذه العائلة لما تمتاز به من فعالية في تسكين الألم،

معرفة المزيد »
مدة صلاحية الدواء بعد فتحه
أدوية وعلاجات

مدة صلاحية الدواء بعد فتحه: ما هي صلاحية الأدوية بالمنزل؟

يُصاب الكثير من الأشخاص بالحيرة البالغة اتجاه صلاحية الأدوية بالمنزل بعد الفتح، والتي بالطبع تختلف تبعًا لتركيبة الدواء، والشكل الصيدلاني (بالإنجليزية: Dosage Form). فعلى سبيل المثال، تختلف صلاحية أدوية الشراب بعد الفتح عن صلاحية المراهم، وكذلك عن قطرات العين والأنف والأذن. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الاختلافات في مدة صلاحية

معرفة المزيد »
الخيارات العلاجية للصداع النصفي
غير مصنف

الخيارات العلاجية لمرضى الصداع النصفي

ما هو الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine)؟ هو أحد أنواع الصداع، يرافقهُ أحيانًا بعض الأعراض مثل الغثيان، الاستفراغ، رُهاب الضوء (Photophobia) [2]  أو حساسية الضوء، رُهاب الضوضاء (Phonophobia)،[2] رُهاب الروائح (Osmophobia)،[2]  والصوت، يوصَف الألم الذي يُحدِثُهُ هذا النوع بالألم النابِض (Throbbing pain) ويتم الشعور بهِ عادةً وليسً دائمًا في جهة

معرفة المزيد »
أمراض نفسية

الأرق (Insomnia): كيف يتم علاجه؟

إن الأرق هو إحدى اضطرابات النوم الذي يتميز بتكرار صعوبة البدء في النوم، الاستمرار بالنوم أو ضعف كفاءته على الرغم من وجود وقتٍ كافٍ وتوفر الفرصة المناسبة للنوم، ما ينتهي بتأثر نشاط الشخص وإنتاجيته في اليوم التالي.[1] إنهُ واحدًا من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا، حيث سجل حوالي ثلث البالغين صعوبة في

معرفة المزيد »
علاقة الرشح بالجو البارد
أمراض الجهاز التنفسي

الرشح والجو البارد | ما هي حقيقة العلاقة؟ وهل هناك مفاهيم خاطئة بشأنها؟

مع مرور الوقت، تصبح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالطب والأدوية أكثر شيوعًا، بالأخص مع توافر العديد من المصادر المتنوعة للمعرفة عن طريق الإنترنت والتي تطرح مفاهيم خاطئة ونظريات طبية غير موثّقة.[1] على المريض دومًا أن يحرص على أن يكون مصدر معلوماته فيما يتعلّق بالأدوية مصدرًا موثوقًا كي يتجنّب الخرافات والمعلومات الخاطئة Myths

معرفة المزيد »
علاج السعال
أمراض الجهاز التنفسي

السعال (Cough): كيف يتم علاجه؟

يعتبر السعال أو الكحّة (بالإنجليزية: Cough) أمرًا شائِعًا جدًا،[1] ويُعرّف بأنهُ ردّة فِعل من الجسم يُحافظ من خلالها على نظافة الحلق والمجاري التنفسية، بالرغمِ من أن السعال أمر مزعج إلا أنه يساعد الجسم على حمايةِ نفسه  بِنَفسِه.[2]  يمكن للسعال أن يكون واحدًا من أعراض العديد من الأمراض المختلفة.[1] سنتطرق في هذه

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الأسبرين: معلومات شاملة عن دواء يستخدم منذ قرن من الزمان

منذ عام 400 قبل الميلاد، استُخدِم لحاء شجرة الصفصاف لعلاج الالتهابات والحمى؛ فقد اعتاد الناس منذ عهد أبقراط على مضغ لحاء الصفصاف -weeds bark- للتخلص من أي التهابات أو ارتفاع في درجات الحرارة إلى أن استُخلِصَت مادة الساليسيليت -المسؤولة عن تلك الوظيفة- من هذه الشجرة ليظهر دواء الأسبرين والذي يُستخدَم منذ

معرفة المزيد »
اذهب إلى الأعلى