ما هي المسكنات المسموح بها للمرأة الحامل؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
المسكنات المسموح بها للمرأة الحامل
المحتويات

ما إن تبدأ المرأة رحلة حَملِها، فتشعر بالكثير من التَّغييُرات النفسية والجسدية، وقد تختلف طبيعة هذه التَّغيُرات تبعاً للمرحلة التي تمر بها المرأة الحامل؛ فكل مرحلة من مراحل الحمل يَصحبها تغييرات مختلفة عن المرحلة التي قبلها والتي تليها أيضاً.

التغييرات الهرمونية المصاحبة للحمل هي السبب الرئيسي في ذلك؛ ولكن على الرغم من صعوبة هذه الفترة فمعظم النساء يُحَاوِلن التأقلُم مع هذه المرحلة إلا أنَّ هناك بعض الأعراض التي تستدعي التَّدَخُل الدوائي، مثل؛ الآلام الشديدة. فقد تعاني المرأة من بعض الآلام أثناء فترة الحمل، فتفكر في استخدام المُسَكِّنات، وهنا تظهر غريزة الأمومة، فتخشى كل أم أن يلحق جنينها أي ضرر من تناولها للمُسَكِّنات والأدوية خلال فترة الحمل.

لذلك أردنا أن نناقش هذا الموضوع للتعرُّف باستفاضة عن المسكنات المسموح بها للمرأة الحامل والآثار الجانبية المصاحبة لها.

 

 

متى تلجأ المرأة لاستخدام المسكنات أثناء فترة الحمل؟

قد تعاني بعض النساء من الآلام الشديدة خلال فترة الحمل، مثل؛ آلام أسفل الظهر، وآلام الحوض والصداع الشديد، وقد تؤثر هذه الآلام تأثيرًا سلبيًا على نفسية الأم ونشاطها، وهذا أمر غير مطلوب.

هناك عدة خطوات للتخلص من هذه الآلام؛ تبدأ بممارسة الرياضة، والعلاج الطبيعي والتدليك، وإذا لم تصل المرأة الحمل إلى نتيجة مناسبة، فيجب أن تلجأ إلى الطبيب المختص لوصف المُسَكِّن المناسب لمرحلة حملها وبأقل جرعة ممكنة تَجَنُّباً لوقوع أي خطر على الجنين. [1]

 

 

ما هي المسكنات المسموح بها للمرأة الحامل؟

ليس هناك دواء آمن للمرأة الحامل بنسبة 100%، فكل دواء لديه بعض الآثار الجانبية، والتي قد تصيب بعض النساء، وقد لا تصيب نساء آخرين، ويشمل ذلك استخدام المُسَكِّنات أثناء فترة الحمل، لذلك ينصح الأطباء بالابتعاد عن تناول المُسَكِّنات في بداية الحمل – أول ثلاثة أشهر-  تَجَنُّباً لحدوث أي تَشوهات بالجنين، ولكن إذا لزم الأمر، فيجب استشارة الطبيب المعالج لاختيار المُسَكِّن المناسب، وسنتحدث بالتفصيل عن الأدوية المسموح بها للحامل لتسكين الآلام. [2]

الأسيتامينوفين

يُصَنَّف الأسيتامينوفين على أنه أكثر المُسَكِّنات أستخداماً أثناء فترة الحمل والأكثر أماناً أيضاً، فقد اثبتت بعض الدراسات أن ثُلث النساء بالولايات المتَّحِدة الأمريكية يستخدمن الأسيتامينوفين أثناء فترة الحمل، وعلى الرغم من ذلك فقد اثبتت بعض الأبحاث أن الاستخدام الطويل لمادة الأستامينوفين أثناء فترة الحمل – لمدة شهر أو أكثر – قد يكون له تأثير سلبي على الجنين، فقد تؤثر على نمو وتطور الجنين، وكذلك تناول هذه المادة أثناء الحمل قد يُزيد من احتمالية إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وبالربو الشعبي أيضاً.

توجد مادة الأسيتامينوفين في الكثير من الأدوية، مثل؛ الباراسيتامول والبارامول والسيتال، وتعمل تلك الأدوية على خفض الحرارة بالإضافة إلى تسكين الآلام. [2]

الإيبروفين

ينتمي الإيبروفين إلى مضادات الالتهابات اللاستيرويدية – NSAIDS – ويلجأ بعض الأطباء لوصفه خلال فترة الحمل في حالات الآلام الشديدة عند المرأة الحامل، ولكن يجب تَجَنُّبه خلال الثلاثة أشهر الأولى في الحمل، فهو يزيد من احتمالية الإجهاض عند النساء – تأثير البروفين على الحامل – وأيضاً يُفَضًّل تَجَنُّبه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة في الحمل؛ لأنه قد يؤثر على كفاءة قلب ورئة الجنين، وأيضاً قد يُقَلِّل الإيبروفين من كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين، وذلك يؤدي إلى تَعَسُّر عملية الولادة.

لذلك إذا كانت حالة المرأة تستدعي استخدام الإيبروفين أثناء الحمل، سيصف الطبيب أقل جرعة ممكنة تَجَنُّباً لأي أضرار قد يلحق  بِالجَنين. [3]

 

 

هل يصنف الأسبرين من الأدوية المسموح بها للحامل؟

على الرغم من انتماء الأسبرين إلى مضادات الالتهابات اللاستيرودية – كالإيبروفين – إلا أن يجب الامتناع عن تناوله أثناء فترة الحمل، فهو يُثَبِط من وظيفة الصفائح الدمومية عند الأم والجنين، مما قد يجعله سبباً لحدوث النزيف عند الأم أو الجنين؛ ولكن حتى الآن لم تؤكد أي دراسات وجود علاقة بين تناول الأسبرين خلال فترة الحمل وحدوث تشوّهات للأجِنَّة. [4]

 

 

هل يسمح بتناول المسكنات الأفيونية خلال الحمل؟

تستخدم المُسَكِّنات الأفيونية والمخدرة في حالات الآلام القصوى، وتصرف فقط تحت إشراف الطبيب المعالج، وتَكمُن خطورتها عند الاعتماد عليها لفترات طويلة وعدم الالتزام بالجرعات المَوصوفة من قِبَل الطبيب المعالج مما قد يؤدي إلى إدمان المريض لتناول مثل هذه الأدوية، وهنا يَصعُب عليه الإقلاع عن تناولها مما سيؤدي بالطبع إلى عواقب وخيمة. 

وتظهر الأزمة إذا كانت تعتمد المرأة على المُسَكِّنات الأفيونية قبل حدوث الحمل؛ فعند حدوث الحمل يصبح الإقلاع عن تناول المُسَكِّنات المخدرة أمر بالغ الصعوبة، وفي هذه الحالة يجب أن تُسرع المرأة الحامل للاستعانة بالطبيب المُختَص حتى يوفر لها البديل المناسب، والذي يتلاءم مع فترة الحمل. [5]

أضرار تناول المُسَكِّنات الأفيونية والمخدرة أثناء الحمل

تناول المُسَكِّنات الأفيونية، مثل؛ الكودايين والترامادول والمورفين أثناء فترة الحمل هو أمر بالغ الخطورة فهو يؤثر على التطور الطبيعي للجنين أثناء فترة الحمل، وكذلك قد يؤثر عليه بعد الولادة أيضاً، وتشمل مضاعفات هذه المُسَكِّنات الآتي: [5]

  • تسمم الحمل والولادة المبكرة.
  • بعض المشاكل بالمشيمة، مثل؛ انفكاك المشيمة.
  • اضطرابات في النمو الطبيعي للجنين.
  • الإجهاض أو موت الجنين.
  • التهابات بالأغشية المحاوطة للجنين.

ونتيجة وصول هذه المواد الأفيونية والمخدرة للجنين بواسطة المشيمة فقد يعاني الطفل بعد الولادة من الأعراض المُصَاحِبة لانسحاب المواد المخدرة – Neonatal Abstinence Syndrome – وتختلف الأعراض تبعاً لنوع المخدر الذي كانت تستخدمه الأم، وكميته، وفترة تناولة، وفي هذه الحالة قد يُعاني طفلك من الأعراض الآتية: [6]

 

  • رعشة وحُمَّى وسيلان بالأنف.
  • إسهال وقيء.
  • الرضاعة بشكل غير طبيعي.
  • التوتر والتشنجات.
  • بكاء مستمر و اضطرابات بالنوم.
  • بقع بالجلد
  • التنفس السريع و التعرق.
  • زيادة بطيئة بالوزن.

لذلك يجب متابعة هذا الطفل خلال الأسبوع الأول بعد الولادة لسرعة التدخل؛ فقد يحتاج الطفل البقاء في إحدى المستشفيات المتخصصة لمدة أسابيع بعد الولادة. [6]

وقد وجدت إحدى الدراسات بمراكز الوقاية ومكافحة العدوى – CDC – أن النساء اللاتي لجئن لتناول المُسَكِّنات الأفيونية ومضادات الالتهابات اللاستيرودية أثناء حملهم كانوا أكثر عرضة لإنجاب أطفال ذوو عيوب خلقية مقارنة بالنساء اللاتي تناولن الأدوية التي تحتوي على مادة الأسيتامينوفين. [7]

 

وأخيرا، يحب تَجَنُّب تناول أي مُسَكِّنات أثناء الحمل دون استشارة طبيبك المعالج؛ فقد يختلط الأمر على المرأة الحامل وتتناول دواء غير مناسب لمرحلة الحمل الخاصة بها، وييجب أن تحاول المرأة الحامل أن تحافظ على استقرارها النفسي والجسدي قدر المستطاع، فهذا سَينعكِس بشكل إيجابي على الجَنينَ. [7]

اقرأ أيضًأ: فيتامين ب6: فوائده للحامل والجنين

المراجع

  1. (6/10/2020) https://www.medscape.com/viewarticle/906502
  2. (6/10/2020)  https://www.webmd.com/baby/pain-relievers-that-are-safe-during-pregnancy#1
  3. (6/10/2020)  https://www.healthline.com/health/pregnancy/ibuprofen-pregnancy#safety
  4. (6/10/2020)  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2809170/
  5. (6/10/2020)  https://medlineplus.gov/ency/article/007313.htm
  6. https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/pregnancy-week-by-week/in-depth/opioid-use- during-pregnancy/art-20380741
  7. (6/10/2020) https://www.cdc.gov/pregnancy/meds/treatingfortwo/features/pain-med-usage.html

 

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الآمنة لمرضى القلب
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs لمرضى القلب

تترافق زيادة الأعمار مع زيادة أعداد المرضى الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية أو من هم مُعرّضون لخطر الإصابة بها. وكما تترافق أيضًا مع هذه الأمراض الإصابة بالتهاب المفاصل وغيرها من المشاكل العضلية الهيكلية.[1]  مما يستدعي المريض للاستعانة بالعلاجات وغيرها لتحسين كفاءة حياته اليومية، لذا يحتاج المرضى غالبًا إلى استخدام مضادات

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

المسكنات الآمنة لمرضى الكلى

إن اختيار المسكنات المناسبة لمرضى الكلى مثل المرض الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic kidney disease CKD) هو أمر شائك؛ حيث يمكن لبعض من هذه الأدوية التي يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى أن تتراكم، وبعضها الآخر تزداد سميتها وآثارها الجانبية عند هؤلاء المرضى. هناك أدلة تثبت بأن الألم عند هؤلاء المرضى لا

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الباراسيتامول والكافيين: ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

يرجع اكتشاف مادة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إلى عام 1887، حينما أعلن الصيدلي الألماني جوزيف فون مرينغ عن مادة الباراسيتامول ولكن كان لديه بعض الشكوك حول سلامة وأمان هذه المادة. وفي عام 1950، أثبتت الأبحاث سلامة وأمان مادة الباراسيتامول، واستمر استخدامها حتى وقتنا الحالي كعلاج مسكِّن وخافض للحرارة للبالغين، والأطفال، وكبار السن

معرفة المزيد »
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs

تحتل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs مكانة بالغة الأهمية في السيطرة على الأعراض المصاحبة للعديد من المشاكل الصحيّة والأمراض، حيث يتوافر منها في الأسواق التجارية في أنحاء العالم أكثر من 20 دواء[1] تُصنّف ضمن 6 مجموعات رئيسية وفقًا لتركيبها الكيميائي.[2] تُستَخدَم أفراد هذه العائلة لما تمتاز به من فعالية في تسكين الألم،

معرفة المزيد »
مدة صلاحية الدواء بعد فتحه
أدوية وعلاجات

مدة صلاحية الدواء بعد فتحه: ما هي صلاحية الأدوية بالمنزل؟

يُصاب الكثير من الأشخاص بالحيرة البالغة اتجاه صلاحية الأدوية بالمنزل بعد الفتح، والتي بالطبع تختلف تبعًا لتركيبة الدواء، والشكل الصيدلاني (بالإنجليزية: Dosage Form). فعلى سبيل المثال، تختلف صلاحية أدوية الشراب بعد الفتح عن صلاحية المراهم، وكذلك عن قطرات العين والأنف والأذن. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الاختلافات في مدة صلاحية

معرفة المزيد »
الخيارات العلاجية للصداع النصفي
غير مصنف

الخيارات العلاجية لمرضى الصداع النصفي

ما هو الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine)؟ هو أحد أنواع الصداع، يرافقهُ أحيانًا بعض الأعراض مثل الغثيان، الاستفراغ، رُهاب الضوء (Photophobia) [2]  أو حساسية الضوء، رُهاب الضوضاء (Phonophobia)،[2] رُهاب الروائح (Osmophobia)،[2]  والصوت، يوصَف الألم الذي يُحدِثُهُ هذا النوع بالألم النابِض (Throbbing pain) ويتم الشعور بهِ عادةً وليسً دائمًا في جهة

معرفة المزيد »
أمراض نفسية

الأرق (Insomnia): كيف يتم علاجه؟

إن الأرق هو إحدى اضطرابات النوم الذي يتميز بتكرار صعوبة البدء في النوم، الاستمرار بالنوم أو ضعف كفاءته على الرغم من وجود وقتٍ كافٍ وتوفر الفرصة المناسبة للنوم، ما ينتهي بتأثر نشاط الشخص وإنتاجيته في اليوم التالي.[1] إنهُ واحدًا من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا، حيث سجل حوالي ثلث البالغين صعوبة في

معرفة المزيد »
علاقة الرشح بالجو البارد
أمراض الجهاز التنفسي

الرشح والجو البارد | ما هي حقيقة العلاقة؟ وهل هناك مفاهيم خاطئة بشأنها؟

مع مرور الوقت، تصبح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالطب والأدوية أكثر شيوعًا، بالأخص مع توافر العديد من المصادر المتنوعة للمعرفة عن طريق الإنترنت والتي تطرح مفاهيم خاطئة ونظريات طبية غير موثّقة.[1] على المريض دومًا أن يحرص على أن يكون مصدر معلوماته فيما يتعلّق بالأدوية مصدرًا موثوقًا كي يتجنّب الخرافات والمعلومات الخاطئة Myths

معرفة المزيد »
علاج السعال
أمراض الجهاز التنفسي

السعال (Cough): كيف يتم علاجه؟

يعتبر السعال أو الكحّة (بالإنجليزية: Cough) أمرًا شائِعًا جدًا،[1] ويُعرّف بأنهُ ردّة فِعل من الجسم يُحافظ من خلالها على نظافة الحلق والمجاري التنفسية، بالرغمِ من أن السعال أمر مزعج إلا أنه يساعد الجسم على حمايةِ نفسه  بِنَفسِه.[2]  يمكن للسعال أن يكون واحدًا من أعراض العديد من الأمراض المختلفة.[1] سنتطرق في هذه

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الأسبرين: معلومات شاملة عن دواء يستخدم منذ قرن من الزمان

منذ عام 400 قبل الميلاد، استُخدِم لحاء شجرة الصفصاف لعلاج الالتهابات والحمى؛ فقد اعتاد الناس منذ عهد أبقراط على مضغ لحاء الصفصاف -weeds bark- للتخلص من أي التهابات أو ارتفاع في درجات الحرارة إلى أن استُخلِصَت مادة الساليسيليت -المسؤولة عن تلك الوظيفة- من هذه الشجرة ليظهر دواء الأسبرين والذي يُستخدَم منذ

معرفة المزيد »
اذهب إلى الأعلى