الأرق (Insomnia): كيف يتم علاجه؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
المحتويات

إن الأرق هو إحدى اضطرابات النوم الذي يتميز بتكرار صعوبة البدء في النوم، الاستمرار بالنوم أو ضعف كفاءته على الرغم من وجود وقتٍ كافٍ وتوفر الفرصة المناسبة للنوم، ما ينتهي بتأثر نشاط الشخص وإنتاجيته في اليوم التالي.[1]

إنهُ واحدًا من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا، حيث سجل حوالي ثلث البالغين صعوبة في النوم خلال الاثني عشر شهرًا السابقة، بالإضافةِ لوجود 17% منهم يعاني منها كمشكلة حادةوالذي يمكن أن يترافق مع الضغط النفسي الحاد، استخدام علاجات أو مواد معينة، عادات النوم السيئة أو التغيير في بيئة النوم  المعتادة.[2]

 

ما هي أنواع الأرق؟

يمكن تقسيم الأرَق بناءً على المدة الزمنية (بالإنجليزية: Duration) إلى نوعين؛ الأرق قصير المدى (بالإنجليزية: Short-term Insomnia) والأرَق المزمن (بالإنجليزية: Chronic Insomnia).

بالإضافة إلى اختلاف المدة الزمنية هناك اختلاف بشأن تحديد السبب المباشر للأرَق، فيما يأتي المزيد من التوضيح:[2]

الأرق قصير المدى

ويسمى أيضًا الأرَق الحاد (بالإنجليزية: Acute Insomnia)، يستمر عادةً لعدّة أيام أو أسابيع وتستمر الأعراض لأقل من ثلاثة أشهر. يحدث استجابةً لمؤثراتٍ محددةٍ والتي يمكن أن تكون جسدية، نفسية، اجتماعية أو ظروف خاصة بالشخص مثل فقدان شخص قريب، حادثة طلاق أو فقدان العمل. إن ارتباط الأرَق بمؤثر محدد يعني أن الأعراض ستزول عند التخلص من المُؤثر أو المُسبب، أو عندما يحاول الشخص أن يتكيف مع وجوده ويتقبله.[2]

الأرق المزمن

حتى يتم تشخيصه بالأرَقِ المزمن، يجب أن تستمر أعراضه على الأقل ثلاثة مرات خلال الأسبوع على الأقل لمدة ثلاثة أشهر. بعض الأفراد يقومون بتحديد مؤثر محدد ساهم في ظهور الأرَق لديهم، في حين أن الآخرين يشتكون من أعراض الأرَق طيلةَ حياتهم تقريبًا دون وجود مؤثر محدد.[2]

 

ما هي وسائل علاج الأرق؟

يمكن للعلاج أن يعتمد على المُسبّب، حيث يمكن أن يكون المسبب مرضًا آخر أو علاجًا يستخدمه الشخص، فعندما يتم علاج المرض أو  تحويل المريض إلى دواء آخر سينعكس ذلك على علاج الأرَق. كما أن هنالك أدوية بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية يمكن استخدامها لعلاج حالات معينة. أما عن العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy CBT)، فيمكنه أن  يساعد بعض الحالات لتجاوز الأرَق عن طريق التقليل من القلق (بالإنجليزية: Anxiety) واستهداف الأفكار التي تساهم في عادات النوم السيئة.[3]    

 

هل يمكن علاج الأرق بطرق غير دوائية (Non-pharmacological

إن جميع مرضى الأرَق سواءً كان من النوع القصير المدى أو من النوع المزمن، يجب أن يتم تقديم النُصح الكافي لهم في ما يخص عادات وعناصر النوم الصحّي (بالإنجليزية: Sleep Hygiene). إن النوم الصحي هو مجموعة من الأفعال والنشاطات التي تحسّن من استمرارية النوم بكفاءةٍ جيدة تضمن للشخص التيقّظ والنشاط في اليوم التالي. فيما يأتي نذكر أهمها:[1]

  • حاول تطوير عادات منتظمة للنوم؛ مما يعني المحافظة على موعد منتظم يوميًا للنوم والاستيقاظ بحيث يتم الحصول على ساعات كافية للنوم.
  • تجنَب البقاء صباحًا في السرير بعد الاستيقاظ للحصول على المزيد من النوم.
  • تجنب القيلولة (بالإنجليزية: Napping) خلال النهار، وإن كان ذلك ضروريًا لا تتجاوز ساعة واحدة، وتجنب القيلولة بعد الثالثة عصرًا.
  • حافظ على برنامج يومي منتظم؛ أوقات منتظمة لتناول وجبات الطعام، تناول الأدوية والقيام بالأنشطة المختلف، مما يساعد الساعة البيولوجية الداخلية على المرور بسهولة.
  • عندما تذهب للفراش، تجنب القراءة، الكتابة، الأكل، مشاهدة التلفاز، التحدث بالهاتف أو اللعب.
  • تجنب تناول الكافيين بعد وجبة العشاء، تناول الكحول خلال 6 ساعات من موعد النوم وتناول النيكوتين قبل النوم.
  • لا تذهب للنوم وأنت جائع، وأيضًا لا تأكل وجبة كبيرة بالقرب من موعد النوم.
  • تجنب الحبوب التي تساعد على النوم، خاصةً ما يُصرَف منها بدون وصفة طبية (بالإنجليزية: Over-the counter OTC).
  • حاول تجهيز غرفة النوم لِتُناسب النوم من خلال إبقائها هادئة، داكنة بإطفاء الأضواء والحفاظ على حرارتها مناسبة وفقًا للجو المحيط.

 

ما هي العلاجات الدوائية لمعالجة الأرق (Pharmacological treatment)؟

هناكَ العديد من العلاجات المتوفرة للأرَق، ويتم تصنيفها من خلال آلية عملها أو من خلال استخدامها الأساسي بل أن يتم استخدامها كعلاج للأرَق.[2] في عام 2107، تم نشر تعليمات إرشادية (بالإنجليزية: Guideline) في مجلة طب النوم السريري (بالإنجليزية: Journal of Clinical Sleep Medicine JCSM) فيما يخص علاج الأَرق المزمن عند البالغين. ما يميز هذه الإرشادات هو أنه قد تم التركيز فيها على أدوية محددة شائعة الاستخدام وليس على مجموعات دوائية عامة، مع مراعاة أن بعضها كان معتمدًا من مديرية الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: FDA)، فيما يلي نذكر أهم المجموعات والأدوية التي ذُكِرَت في هذه الإرشادات:[4]

  • البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines)
    • ترايازولام (بالإنجليزية: Triazolam).
    • تيمازيبام (بالإنجليزية: Temazepam).

 

  • ناهضات مستقبلات البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines receptor agonists)
    • زولبيديم (بالإنجليزية: Zolpidem).
    • زاليبلون (بالإنجليزية: Zaleplon).
    • إسزوبيكلون (بالإنجليزية: Eszopiclone).

 

  • ناهضات مستقبلات الأوريكسين (بلإنجليزية: Orexin-receptor agonists)
    • سوفوريكسانت (بالإنجليزية: Suvorexant)

 

  • ناهضات الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin agonists)
    • راميلتيون (بالإنجليزية: Ramelteon)

 

  • مجموعة الهيتيروسايكليكس (بالإنجليزية: Heterocyclics)
    • دوكسيبين (بالإنجليزية: Doxepin).
    • ترازودون (بالإنجليزية: Trazodone).

 

  • مضادات التشنج (بالإنجليزية: Anti-convulsants)
    • تياجابين (بالإنجليزية: Tiagabine).

 

  • الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية
    • دايفينهايدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine).
    • ميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin).
    • ل-تريبتوفان (L-Tryptophan).
    • فاليريان (بالإنجليزية: Valerian).

 

 

المراجع

  1. https://emedicine.medscape.com/article/1187829-overview#a2 ,07-09-2020
  2. https://www.uptodate.com/contents/evaluation-and-diagnosis-of-insomnia-in-adults?search=insomnia%20types&source=search_result&selectedTitle=1~150&usage_type=default&display_rank=1#H2093124172 ,07-09-2020
  3. https://www.sleepassociation.org/sleep-disorders/insomnia/ ,07-09-2020
  4. https://aasm.org/resources/pdf/pharmacologictreatmentofinsomnia.pdf ,07-09-2020

 

 

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الآمنة لمرضى القلب
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs لمرضى القلب

تترافق زيادة الأعمار مع زيادة أعداد المرضى الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية أو من هم مُعرّضون لخطر الإصابة بها. وكما تترافق أيضًا مع هذه الأمراض الإصابة بالتهاب المفاصل وغيرها من المشاكل العضلية الهيكلية.[1]  مما يستدعي المريض للاستعانة بالعلاجات وغيرها لتحسين كفاءة حياته اليومية، لذا يحتاج المرضى غالبًا إلى استخدام مضادات

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

المسكنات الآمنة لمرضى الكلى

إن اختيار المسكنات المناسبة لمرضى الكلى مثل المرض الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic kidney disease CKD) هو أمر شائك؛ حيث يمكن لبعض من هذه الأدوية التي يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى أن تتراكم، وبعضها الآخر تزداد سميتها وآثارها الجانبية عند هؤلاء المرضى. هناك أدلة تثبت بأن الألم عند هؤلاء المرضى لا

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الباراسيتامول والكافيين: ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

يرجع اكتشاف مادة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إلى عام 1887، حينما أعلن الصيدلي الألماني جوزيف فون مرينغ عن مادة الباراسيتامول ولكن كان لديه بعض الشكوك حول سلامة وأمان هذه المادة. وفي عام 1950، أثبتت الأبحاث سلامة وأمان مادة الباراسيتامول، واستمر استخدامها حتى وقتنا الحالي كعلاج مسكِّن وخافض للحرارة للبالغين، والأطفال، وكبار السن

معرفة المزيد »
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs

تحتل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs مكانة بالغة الأهمية في السيطرة على الأعراض المصاحبة للعديد من المشاكل الصحيّة والأمراض، حيث يتوافر منها في الأسواق التجارية في أنحاء العالم أكثر من 20 دواء[1] تُصنّف ضمن 6 مجموعات رئيسية وفقًا لتركيبها الكيميائي.[2] تُستَخدَم أفراد هذه العائلة لما تمتاز به من فعالية في تسكين الألم،

معرفة المزيد »
مدة صلاحية الدواء بعد فتحه
أدوية وعلاجات

مدة صلاحية الدواء بعد فتحه: ما هي صلاحية الأدوية بالمنزل؟

يُصاب الكثير من الأشخاص بالحيرة البالغة اتجاه صلاحية الأدوية بالمنزل بعد الفتح، والتي بالطبع تختلف تبعًا لتركيبة الدواء، والشكل الصيدلاني (بالإنجليزية: Dosage Form). فعلى سبيل المثال، تختلف صلاحية أدوية الشراب بعد الفتح عن صلاحية المراهم، وكذلك عن قطرات العين والأنف والأذن. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الاختلافات في مدة صلاحية

معرفة المزيد »
الخيارات العلاجية للصداع النصفي
غير مصنف

الخيارات العلاجية لمرضى الصداع النصفي

ما هو الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine)؟ هو أحد أنواع الصداع، يرافقهُ أحيانًا بعض الأعراض مثل الغثيان، الاستفراغ، رُهاب الضوء (Photophobia) [2]  أو حساسية الضوء، رُهاب الضوضاء (Phonophobia)،[2] رُهاب الروائح (Osmophobia)،[2]  والصوت، يوصَف الألم الذي يُحدِثُهُ هذا النوع بالألم النابِض (Throbbing pain) ويتم الشعور بهِ عادةً وليسً دائمًا في جهة

معرفة المزيد »
أمراض نفسية

الأرق (Insomnia): كيف يتم علاجه؟

إن الأرق هو إحدى اضطرابات النوم الذي يتميز بتكرار صعوبة البدء في النوم، الاستمرار بالنوم أو ضعف كفاءته على الرغم من وجود وقتٍ كافٍ وتوفر الفرصة المناسبة للنوم، ما ينتهي بتأثر نشاط الشخص وإنتاجيته في اليوم التالي.[1] إنهُ واحدًا من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا، حيث سجل حوالي ثلث البالغين صعوبة في

معرفة المزيد »
علاقة الرشح بالجو البارد
أمراض الجهاز التنفسي

الرشح والجو البارد | ما هي حقيقة العلاقة؟ وهل هناك مفاهيم خاطئة بشأنها؟

مع مرور الوقت، تصبح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالطب والأدوية أكثر شيوعًا، بالأخص مع توافر العديد من المصادر المتنوعة للمعرفة عن طريق الإنترنت والتي تطرح مفاهيم خاطئة ونظريات طبية غير موثّقة.[1] على المريض دومًا أن يحرص على أن يكون مصدر معلوماته فيما يتعلّق بالأدوية مصدرًا موثوقًا كي يتجنّب الخرافات والمعلومات الخاطئة Myths

معرفة المزيد »
علاج السعال
أمراض الجهاز التنفسي

السعال (Cough): كيف يتم علاجه؟

يعتبر السعال أو الكحّة (بالإنجليزية: Cough) أمرًا شائِعًا جدًا،[1] ويُعرّف بأنهُ ردّة فِعل من الجسم يُحافظ من خلالها على نظافة الحلق والمجاري التنفسية، بالرغمِ من أن السعال أمر مزعج إلا أنه يساعد الجسم على حمايةِ نفسه  بِنَفسِه.[2]  يمكن للسعال أن يكون واحدًا من أعراض العديد من الأمراض المختلفة.[1] سنتطرق في هذه

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الأسبرين: معلومات شاملة عن دواء يستخدم منذ قرن من الزمان

منذ عام 400 قبل الميلاد، استُخدِم لحاء شجرة الصفصاف لعلاج الالتهابات والحمى؛ فقد اعتاد الناس منذ عهد أبقراط على مضغ لحاء الصفصاف -weeds bark- للتخلص من أي التهابات أو ارتفاع في درجات الحرارة إلى أن استُخلِصَت مادة الساليسيليت -المسؤولة عن تلك الوظيفة- من هذه الشجرة ليظهر دواء الأسبرين والذي يُستخدَم منذ

معرفة المزيد »
اذهب إلى الأعلى