تترافق زيادة الأعمار مع زيادة أعداد المرضى الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية أو من هم مُعرّضون لخطر الإصابة بها. وكما تترافق أيضًا مع هذه الأمراض الإصابة بالتهاب المفاصل وغيرها من المشاكل العضلية الهيكلية.[1]
مما يستدعي المريض للاستعانة بالعلاجات وغيرها لتحسين كفاءة حياته اليومية، لذا يحتاج المرضى غالبًا إلى استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs، وفي كثير من الأحيان لفترات طويلة.[1]
ولكن درجة الأمان النسبية لهذه المجموعة على القلب والأوعية الدموية، فقد شكّلت حذرًا عند المرضى والأطباء؛ وذلك بسبب الفجوات المعرفية في الأدلّة المتوفرة بخصوص درجة أمان الأدوية من هذه المجموعة.[1]
في هذا المقال، سنستعرض لكم الأدوية الأكثر أمانًا من هذه المجموعة وفقًا للدراسات. كما سيتم توضيح العوامل التي يعتمد عليها خطر مجموعة NSAIDs لمرضى القلب.
ما هي الخيارات الأكثر أمانًا لمرضى القلب من عائلة NSAIDs؟
إلى وقتنا هذا، إن تحديد الدواء الأكثر أمانًا على القلب من عائلة NSAIDs لمرضى القلب وتحديد الجرعات المناسبة ليس له جواب محدد، ما أظهرته الدراسات المختلفة من نتائج. تشير إلى أن النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، يمتاز بتأثيره الآمن على الجهاز القلبي الوعائي أكثر من الأدوية الأخرى من المجموعة مثل؛ ديكلوفيناك (بالإنجليزية: Diclofenac)، إيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) وسيليكوكسيب (بالإنجليزية: Celecoxib).[4]
وفي واحدة من أكبر الدراسات، التي تمت على مجموعة NSAIDs لمقارنة تأثيرهم على الجهاز القلبي الوعائي خاصةً عند مرضى القلب؛ وُجد أن نابروكسين لديه درجة أمان أعلى على القلب مقارنةً بغيرهِ مثل الديكلوفيناك، الإيبوبروفين والسيليكوكسيب، حتى تستطيع تقييم الدراسة أكثر.[1]
فإنها صُممت عن طريق جمع بيانات 48566 مريض من العديد من قواعد البيانات الصحية ممن قد احتاجوا للإدخال إلى المستشفى بسبب جلطة قلبية، ذبحة صدرة غير مستقرة أو لعملية إعادة التروية (بالإنجليزية: Revascularization)، وبعد ذلك تم تتبع هؤلاء المرضى من خلال نقاط محددة مثل حدوث جلطة قلبية أو وفاة المريض بعد خروجه من المستشفى كنتيجة من مرض القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive heart disease).[1]
ما هي العوامل التي يعتمد عليها تأثير مجموعة NSAIDs على القلب؟
مما لا يدعو للقلق، هو أن زيادة الخطر بشكلٍ مطلق يتغير بناءً على العديد من النقاط الهامة، مثل؛ الخطر الأساسي لتعرض المريض (بالإنجليزية: Baseline cardiovascular risk)، نوع الدواء الذي تم اختياره من عائلة NSAIDs وجرعته.[2]
إذن، للتقليل من خطر التعرض للآثار الضارّة لعائلة NSAIDs على القلب والأوعية الدموية، فإنه يجب وصف أقل جرعة فعّالة ليتم استخدامها لأقل فترة زمنية ممكنة،[2] إنّ اختيار الدواء المناسب من عائلة NSAIDs يعتمد على العديد من العوامل، وأهمها:
- إذا كان هنالك أمراض قلبية وعائية (بالإنجليزية: Cardiovascular diseases) عند المريض.
- عوامل الخطورة (بالإنجليزية: Risk factors) التي تزيد من فرصة إصابته بأمراض قلبية وعائية.
- وجود عوامل الخطورة المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل تناوله لمضادات الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Antiplatelet agents).
- تعرض المريض لنزيف في الجهاز الهضمي من قبل.
وبالتالي، إن اختيار الدواء المناسب من هذه العائلة يعتمد على معلومات المريض الخاصة بما يتعلق بالنقاط المهمة المذكورة أعلاه.[2]
هل تتفاوت أفراد عائلة NSAIDs في تأثيرها على أمراض القلب؟
إن استخدام المريض لأدوية مجموعة NSAIDs، بما فيها الأدوية الانتقائية على المستقبل من نوع سيكلو أوكسجينيز 2 (COX 2) سواءًا كان المريض يعاني من أمراض قلبية وعائية أم لا يرتبط بزيادة خطر التعرض للمشاكل القلبية الوعائية بما فيها الجلطات القلبية (بالإنجليزية: Myocardial infarction MI)، فشل القلب أو القصور القلبي (بالإنجليزية: Heart failure) والجلطات الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)،[2] حيث يعتبر تأثير NSAIDs على الجهاز القلبي الوعائي هو تأثير يتعلق بالمجموعة (بالإنجليزية: Class effect) وليس تأثير متعلق بدواء من المجموعة بحد ذاته، مما يعكس أن جميع الأدوية في هذه المجموعة تحمل الخطر، ولكن الدرجات متفاوتة.[3]
المراجع
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6490377/ 27-11-2020
- https://www.uptodate.com/contents/nsaids-adverse-cardiovascular-effects?search=safe%20nsaids%20in%20cardiovascular%20conditions&source=search_result&selectedTitle=3~150&usage_type=default&display_rank=3#H3218382442 27-11-2020
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5422108/#:~:text=5.,significantly%20influenced%20by%20the%20dose 27-11-2020
- https://www.medscape.com/viewarticle/703957#vp_1 27-11-2020