يرجع اكتشاف مادة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إلى عام 1887، حينما أعلن الصيدلي الألماني جوزيف فون مرينغ عن مادة الباراسيتامول ولكن كان لديه بعض الشكوك حول سلامة وأمان هذه المادة. وفي عام 1950، أثبتت الأبحاث سلامة وأمان مادة الباراسيتامول، واستمر استخدامها حتى وقتنا الحالي كعلاج مسكِّن وخافض للحرارة للبالغين، والأطفال، وكبار السن وللحوامل أيضًا. [1]

ولكن شهدنا بعد ذلك إضافة مادة الكافيين إلى بعض مركبات الباراسيتامول والمسكنات الأخرى أيضًا؛ للحد من آلام الصداع خاصة الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine Headache)، والصداع التوتري (بالإنجليزية: Tension (Headache. فالكافيين يعمل على أنقباض الأوعية الدموية، وكذلك فهو مُحَفِز للجهاز العصبي، والقلب، والعضلات والمراكز المتحكمة بضغط الدم. [2] ولكن ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

دعونا نتحدث في هذا المقال عن إضافة الكافيين للباراسيتامول؛ لندرك إذا كان هناك فرق في كفاءة وفعَّاليّة هذا المزيج أم لا. وسنلقي الضوء أيضًا على بعض الآثار الجانبيّة لذلك المزيج وجرعته المتوفرة بالصيدليات.

 

دراسات تختبر كفاءة إضافة الكافيين إلى الباراسيتامول

سعت إحدى مقالات المراجعة (بالإنجليزية: Review Articles) إلى اختبار كفاءة وتأثير إضافة مادة الكافيين إلى بعض المسكِّنات، مثل؛ الباراسيتامول والإيبوبروفين. وقد شملت تلك المقالة 20 دراسة، والتي تضمنت 7238 شخص، يعانون من آلام مختلفة، مثل؛ الصداع، وآلام الأسنان، وآلام ما بعد عملية الولادة وآلام الطمث.

وقد تحسنت الأعراض لدى الأشخاص الَّذين تناولوا المسكِّنات المضاف إليها مادة الكافيين -التي شملت البارراسيتامول- بشكل أفضل من الأشخاص الَّذين تناولوا تلك المسكِّنات فقط -بدون إضافة الكافيين. ولم ينتج عن تلك الدراسة آثار جانبيّة خطيرة عند إضافة الكافيين بالجرعة المناسبة. [3]

و قد هدفت دراسة أخرى إلى اختبار تأثير إضافة الكافيين للباراسيتامول، وشملت 24 شخصًا، وانقسم هؤلاء الأشخاص إلى 4 مجموعات. تناولت المجموعة الأولى 1000 مجم من الباراسيتامول فقط، وتناولت المجموعة الثانية 130 مجم من الكافيين فقط، في حين تناولت المجموعة الثالثة الكافيين والباراسيتامول، بينما تناولت المجموعة الرابعة العلاج الوهمي (بالإنجليزية: Placebo). ثم بعد ذلك تناولت كل مجموعة العلاجات الأخرى أيضًا بالتوازي.

وأثبتت تلك الدراسة أن أفضل تأثير لتسكين الآلام عند هؤلاء الأشخاص كان عند إضافة الكافيين للباراسيتامول؛ فقد ساعد الكافيين على امتصاص الباراسيتامول بشكل أفضل وحسَّن من فعَّاليّته. [4]

 

 

هل يستطيع المريض الحصول على الكافيين من مصادره الطبيعية أثناء تناول الباراسيتامول؟

نعم، يستطيع المريض الحصول على الكافيين من مصادره الطبيعية أثناء تناول الباراسيتامول، مثل؛ الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية والشوكولاتة. ولكن كيف أن يحدد الجرعة المطلوبة والفعَّالة من الكافيين؟ فقد يتناول المريض جرعة زائدة من الكافيين مما سيجعله عرضة لاضطربات النوم، والعصبيّة والتشنجات. [5]

             

                                                                               

ما هي الجرعة المناسبة للأطفال والبالغين؟

تتوفر تلك الأقراص بالصيدليات بتركيز 500/65 مجم (500 مجم للباراسيتامول و65 مجم للكافيين). [6]  وتختلف الجرعة تبعًا لعمر المريض: [6]

  • الجرعة المناسبة للبالغين الأكثر من 16 عامًا: 2 قرص كل 4 ساعات أو عند اللزوم، بشرط ألا يتجاوز إجمالي عدد الأقراص خلال ال24 ساعة عن 8 أقراص.

 

  • الجرعة المناسبة للأطفال الَّذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 15 عامًا: قرص كل 4 ساعات أو عند الحاجة.

ويجب الابتعاد عن تناول الكميات الكبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ حتى لا يعاني المريض من الآثار الجانبيّة المتعلقة بالجرعات الزائدة للكافيين. [6]

 

 

ما هي الآثار الجانبيّة لأقراص الباراسيتامول والكافيين؟

تتعلق بعض الآثار الجانبيّة بمادة الباراسيتامول، بينما يتعلق البعض الآخر بالكافيين. وتختلف استجابة كل مريض عن الآخر؛ فقد لا يعاني بعض المرضى من تلك الآثار الجانبيّة عند استخدام أقراص الباراسيتامول والكافيين على نقيض البعض الآخر.[7]

الآثار الجانبيّة للباراسيتامول

إذا لاحظ المريض بعض أعراض الحساسية، أو تورُّمات بأي مكان بالجسم عند تناول تلك الأقراص، فربما يُعاني من بعض الآثار الجانبيّة للباراسيتامول،[7] والتي تتضمن الآتي:

  • الأرتكاريا والطفح الجلدي.[7]
  • وذمة الحنجرة أو تورُّم الحنجرة [7] (بالإنجليزية: Laryngeal edema). 
  • الوذمة الوعائية (بالإنجليزية: Angioedema)؛ وهو تورُّم تحت الجلد أو الأغشية المخاطيّة -يشبه الأرتكاريا. [8]
  • نقص الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Thrombocytopenia)، والتي قد تؤدي لظهور بقع بالجلد [7] (بالإنجليزية: Thrombocytopenic purpura).
  • نقص كريات الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukopenia)، وتسمم الكبد. [7]
  • انخفاض مستوى حمض اليوريك -اليوريك أسيد. [7]
  • نقص بعض العناصر بالجسم، مثل؛ الصوديوم، والكلورايد، والجلوكوز، والكالسيوم والبيكربونات. [7]

الآثار الجانبية للكافيين

قد يعاني بعض الأشخاص من بعض الآثار الجانبيّة عند تناول الأقراص التي تحتوي على الكافيين، وتزيد تلك الأعراض عند تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أيضًا [7]، وهي تشمل الآتي: [7]

  • العصبية، والتوتر.
  • الأرق وعدم الراحة.
  • التشنّجات وطنين الأذن.
  • الغثيان والقئ.
  • زيادة ضربات القلب.
  • الإسهال وإدرار البول.

 

 

ما هي الاحتياطات اللازمة عند استخدام أقراص الباراسيتامول والكافيين؟

هناك بعض الاحتياطات اللازمة لمرضى الكبد؛ فتناولهم للباراسيتامول قد يؤدي إلى فشل الكبد. ويجب أخذ احتياطات إضافيّة أيضًا لمرضى أنيميا الفول (بالإنجليزية: G6PD deficiency) عند تناول أقراص الباراسيتامول والكافيين. لذلك، يجب أن يبتعد هؤلاء المرضى عن تناول أقراص الباراسيتامول والكافيين إلا تحت إشراف الطبيب المعالج وبالجرعات المناسبة. [7]

 

 

هل هناك خطورة من استخدام أقراص الباراسيتامول والكافيين للمرأة الحامل والأم المرضع؟

يجب ألا تتناول المرأة الحامل أقراص الباراسيتامول والكافيين إلا تحت إشراف الطبيب المعالج؛ ففئة السلامة لتلك الأقراص هي الفئة C، أي تستخدم فقط عند الضرورة -إذا كانت نسبة الفائدة تتعدّى نسبة الضرر الذي قد يعود على الأم أو الجنين.

أما عن الأم المُرضع، فيجب أيضًا استشارة الطبيب في ذلك؛ لأن المادة الفعالة لتلك الأقراص تُفرَز في لبن الأم، مما قد يؤثر على صحة الطفل.

اقرأ أيضًا: ما هي المسكنات المسموح بها للمرأة الحامل؟

 

المراجع:

  1. https://www.nature.com/articles/nm0110-10a(10/11/2020)
  2. https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-979/caffeine(10/11/2020)
  3. https://www.cochrane.org/CD009281/SYMPT_caffeine-analgesic-adjuvant-acute-pain-adults(10/11/2020)
  4. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/17442681/(10/11/2020)
  5. https://www.healthline.com/health/migraine/caffeine-migraine#outlook(10/11/2020)
  6. https://www.drugs.com/uk/pdf/leaflet/1045514.pdf(10/11/2020)
  7. https://reference.medscape.com/drug/excedrin-tension-headache-excedrin-aspirin-free-acetaminophen-caffeine-999338#10(10/11/2020)
  8. https://www.medicalnewstoday.com/articles/216095(10/11/2020)