إنه لأمر هام لمعظم الناس، حيث يتسبب الرشح بتعطيل ما معدله 23 مليون يوم عمل خلال السنة”، قال د.بستراین.[1] خلال فصل الشتاء يتسبب الرشح بتقليل إنتاجية الأفراد وزيادة أيام غيابهم عن المدارس أو العمل، مما يدفعه للجوء للأدوية التي تصرف بدون وصفة OTC لتخفيف أعراض الرشح ومنها فيتامين C.

 

يعتبر الرشح Common cold متلازمة حميدة محدودة ذاتيا Self-limited تعكس مجموعة من الأمراض التي تسببها فيروسات من عائلات مختلفة، وتعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا في أمريكا والدول الصناعية.[3] يُشير مصطلح الرشح إلى التهاب فيروسي تنفسي علوي خفيف Mild upper-respiratory viral infection يشمل مجموعة من الأعراض بدرجات متفاوتة وتشمل احتقان الأنف، السيلان، الغطاس،الكحة، ارتفاع الحرارة بدرجة منخفضة والصداع.[3] إنَ الرشح Common cold هو مصطلح مستقل عن الإنفلونزا، التهاب البلعوم البكتيري، التهاب القصبات الحاد، التهاب الجيوب الأنفية البكتيري الحاد، التهاب الأنف التحسسي أو السعال الديكي.[3]

 

 متى بدأ اقتراح استخدام فيتامين C في حالات الرشح ؟

في تاريخٍ قريب من عام 1970، عمّمَ الفائز بجائزة نوبل لينوس باولنغ Linus Pauling نظرية دَور فيتامين C أو فيتامين ج Vitamin c أو حمض الأسكوربيك Ascorbic acid في المساعدة لمعالجة الرشح، وقد نشرَ كتابًا عن كيفيةِ الوقاية من الرشح باستخدام جرعات كبيرة من فيتامين C قد تصل إلى 18000 مغ في اليوم، مع التذكير بأن الكمية اليومية الموصى بها RDA Relative daily allowance للنساء تبلغ 75 مغ وللرجال تبلغ 90 مغ،[4] أما عن المستوى الأقصى المقبول من فيتامين سي ما Tolerable upper intake level ULs فيبلغ 2000 مغ.[5] في ذلك الوقت لم يكن هناك دراسات كافية لإثبات صحة الأمر، ولكن في العقود القليلة التالية، العديد من الدراسات المنتظمة العشوائية Randomized controlled trials اختبرت فيما لو كان هنالك أي تأثير للفيتامين على الرشح، وفي الحقيقة أن النتائج كانت محبطة نوعا ما.[4] ويعتبر موضوع استخدام هذا الفيتامين للوقاية والعلاج للرشح موضعًا للجدال عبر السبعين سنة السابقة.[6]

 

ما دور فيتامين C في علاج الرشح ؟

بالرغم من أنه ليس لفيتامين C دور في تقليل نسبة الإصابة بالرشح، إلا أنه لها دور في التقليل من المدة الزمنية وحدّة الأعراض.[4] من ناحية علاج الرشح يوصف الفيتامين على أنه دواء أو علاج طبيعي للرشح [3] ويدعى بأنهُ علاج فعّال أيضًا.[4]

إحدى الدراسات القوية والتي تم تضمينها في ثلاثة من التوجيهات المختلفة Guidelines أجريت لتوضيح ما إذا كان فيتامين C يمتلك دورًا في التقليل من حدوث الرشح، التقليل من مدته الزمنية أو التقليل من حدّة الأعراض كانت في عام 2013، حيث أُجرِيَ تحليلًا تلويًا -Meta analysis لتسعةٍ وعشرينَ تجربة مختلفة[3] وبعيّنة يبلغ حجمها 11.306 مشارك يتناولون جرعات من فيتامين C لا تقل عن 200 مغ/اليوم ولمدةٍ زمنيةٍ محددة. أثبتت هذه الدراسة العديد من النقاط الهامة فيما يأتي والتي يجب التمييز بينها:

 

  • أن هناك فرق صغير ولكنه هام لدى البالغين الذين يتناولون فيتامين C بشكلٍ منتظم بكميةٍ تساوي على الأقل 200 مغ/اليوم، حيثُ أوضحت تقليل أمَد أعراض الرشح بمعدل 8 % لدى البالغين[3] وبمعدل 14 % لدى الأطفال،[4] أما عند استخدام جرعة 2-1 غ/ اليوم، فقد قلّلَت من أمدِ الرشح بنسبة 18% عند الأطفال،[6] ولكن ذلك الفرق كانت أهميته السريرية غير مؤكدة.[3]
  • أن تناول الفيتامين بعد ظهور الأعراض لا يقلل من أمد الأعراض ولا من حدتها.[3]
  • أن التزود بالفيتامين لا يقلل من نسبة التعرض أو الإصابة بالرشح.[4]
  • لم تَثبُت قطعية تأثير الفيتامين على بدايةِ ظهورِ الرشح من حيث تأخير أو منع حدوثه الحماية منه.[3]

 

وفي دراسة أُخرى من نوع التجربة العشوائية المنتظمة Randomized-controlled trial، تناوَلَ مجموعة من الرجال البالغين غير المدخنين عددهم 15 لجرعة من فيتامين C تساوي 1000 مغ يوميًا، أما المجموعة الأخرى المكونة من 13 رجلًا قد تناولت علاجًا وهميًا Placebo على مدة مدة زمنية طولها ثمانية أسابيع.[7]

أوضحت هذه الدراسة أنه في هذه العينة التي تبلغ عندها مستويات فيتامين C من طبيعية إلى منخفضة أن هنالك العديد من الفوائد لتناول فيتامين C ومنها التقليل من نزلات البرد التي يصاب بها الشخص، بالإضافة إلى إثبات أن الفيتامين يعمل على زيادة النشاط الجسدي عند الشباب.[7]

 

 ما دور فيتامين C في الوقاية من الرشح؟

 

من ناحية الوقاية من الرشح ومنع حدوثه فقد أثبتت الدراسة المذكورة أعلاه والتي أجريت عام 2013 أن تناول هذا الفيتامين بشكل منتظم لا يقلل بشكل كبير من احتمالية حدوث الرشح ولكن، كان هنالك تأثير واضح لتناولهِ في التقليل من حدوث الرشح في فئةٍ من الأشخاص الذين يتعرضون لنشاط قوي خاصةً في ظروفٍ قاسية مثل راكضي الماراثون ومتسلقي الجبال، وحقيقةً ليس هنالك سبب مؤكد لظهور تأثير الفيتامين الواضح على الرشح في هذه الفئة بالتحديد،[3] وقد يفيد أيضًا للأشخاص الذين تكون مستويات الفيتامين لديهم على الحد الأدنى مثل المدخنين الشرهين Heavy smokers وكبار السن.[5]

 

ما هي الآثار المترتبة على الممارسة العملية؟

 

إنَ عدم وجود تأثیر واضح للتناول المنتظم لهذا الفيتامين على حدوث الرشح من عَدَمهِ عند عامةِ الناس يُلقي بالشكوك حول الاستفادة من استخدامه في الممارسة العملية في المعالجة.[6] في حالاتٍ خاصة حيث يتعرض فيها الأشخاص لإجهادٍ جسديٍ كبير نتيجة التمارين الرياضية أو عند تعرضهم لإجهاد البرد الشديد أو كلاهما، فإنه يظهر لفيتامين C آثارًا وقائيةً إيجابية.[6]

 

المراجع

  1. https://www.health.harvard.edu/cold-and-flu/can-vitamin-c-prevent-a-cold#:~:text=But%20for%20the%20general%20population,one%20less%20day%20of%20illness. 21-10-2020
  2. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6124957/ 21-10-2020
  3. https://www.uptodate.com/contents/the-common-cold-in-adults-treatment-and-prevention?search=vitamin%20c%20in%20cold&source=search_result&selectedTitle=1~150&usage_type=default&display_rank=1#H1762716798 21-10-2020
  4. https://www.healthline.com/nutrition/does-vitamin-c-help-with-colds 21-20-2020
  5. https://ods.od.nih.gov/factsheets/VitaminC-HealthProfessional/ 21-10-2020
  6. https://www.cochranelibrary.com/cdsr/doi/10.1002/14651858.CD000980.pub4/full 21-20-2020
  7. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4113757/ 21-20-2020