اللقاحات: كيف نمنع المرض باستخدام مسبب المرض ذاته؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
اللقاحات
المحتويات

التحصين أو التمنيع Immunization هي قصة نجاح وتطوّر كبيرة في مجال الصحّة العالمية، وقد أنقذت ملايين البشر عبر الزّمن.[1]

يمتلك العالم حاليًا لقاحات للحماية من 20 مرض مُهدّد للحياة، كما يُنقذ 2-3 ملايين شخص من الوفاة كل عام نتيجةَ أمراضٍ مختلفة مِن مثل؛ الكزاز Tetanus ، الإنفلونزا Influenza، الحصبة Measles، الخُناق Diphtheria والسُعال الديكي.[1]

تُساعد اللقاحات في تقليل الأخطار جرّاء الإصابة بالمرض من خلال العمل مع جهازك المناعي لبِناء الحماية.[1]

 

ما هي اللقاحات أو المطاعيم Vaccines؟

تحتوي اللقاحات على نفس الميكروب الذي يُسبّب المرض سواءً كان فيروس أو بكتيريا؛ مثلاً يحتوي لقاح الحصبة على فيروس الحصبة.[2]

ولكن، تحتوي اللقاحات على الميكروب إمّا ميتًا Killed أو بعدما تم إضعافه Weakened إلى الدرجة التي لا يستطيع فيها أن يسبب لك المرض، وتحتوي بعض اللقاحات على جزء معين من الميكروب فقط.[2]

 

كيف تحمي اللقاحات من الأمراض وهي تحتوي على الميكروبات المسببة لها؟

عندما يُصاب جسمك بمرضٍ ما، فإنّ الجهاز المناعي يُنتج أجسامًا مضادة للميكروب المُسبّب لهذا المرض حتى يستطيع التغلّب عليه.[3]

تقوم فكرة اللقاحات على تحفيز جهازك المناعي لإنتاج الأجسام المضادّة ضد ميكروب المرض دون إصابتك بالمرض. بشكلٍ آخر، إصابتك بالمرض أو إعطاءك اللّقاح، كلاهما سيوفران لك حماية مستقبلية من المرض. الفرق يكمن في أن الإصابة بالمرض ستُعرضك للخطر، في حين إعطاءك المطعوم لن يضرّك.[3]

فبعدما يتم إعطاءك اللقاح، ستتطوّر لديكَ مناعة ضد المرض دونَ أن تُصاب بِه. ما يميّز اللقاح عن الدواء هو أن الدواء يُعالج المرض بعد إصابتك به، بينما يمنع اللقاح الإصابة بالمرض من الأساس.[2]

 

ما هي طبيعة المكونات التي تتكون منها اللقاحات وما مدى أمانها؟

سنذكر لك المكوّنات التي تستخدم في إنتاج اللقاحات او المطاعيم والاعتقادات حول خطورتها إن وُجِدت. تُقسَم هذه المكوّنات إلى ثلاثة مجموعات؛ مكوّنات تساهم في تحفيز جهازك المناعي، مكوّنات تزيد من أمان اللقاحات وحِفظها لفترةِ أطول ومكوّنات تستخدم خلال عمليّة إنتاجها وغالباً ما يم التخلّص منها بعد انتهاء إنتاجه.[4]

المكونات التي تساهم في زيادة المناعة

تحتوي اللقاحات على مكونات تساعد الجهاز المناعي على الاستجابة وبناء المناعة المطلوبة تجاه مرض محدد، فيما يأتي العديد من أهم الأمثلة: 

  • المُستضدّات Antigens؛ هي كمية صغيرة جداً من الميكروب المُسبّب للمرض ميّتًا أو مُضعَفًا.[4]
  • المواد المساعدة Adjuvants؛ هي مواد تساعد جهازك المناعي ليستجيب للقاح بشكل أقوى ويتم استخدامها في بعض اللقاحات، ومن الأمثلة على هذه المواد الألمنيوم Aluminum. يتم استخدام كميات صغيرة جداً من الألمنيوم في اللقاحات مما يجعلها غير خطيرة، وقد أثبتت ذلك الدراسات التي تم إجرائها من قبل.[4]

 

المكونات التي تساعد في حفظ اللقاحات لفترة أطول

بعض المكونات التي تحتويها اللقاحات تساعد على تأكيد فعالية اللقاح وحمايته من تلوّث الجراثيم وأنواع البكتيريا المختلفة، مما يأتي العديد من أهم الأمثلة: 

المواد الحافظة Preservatives

تعمل على حماية اللقاح من التلوّث الخارجي من قِبَل البكتيريا أو الفطريّات، ومن الأمثلة عليها مادة التيمروزال Thimerosal. يتم إضافتها إلى اللقاح عندما تتم تعبئته في زجاجات مُتعددة الجرعات، ففي كل مرة يتم فيها سحب جرعة واحدة للمريض، من المُحتمل أن تتعرض الزجاجة من الداخل للتلوّث. في حين لا تُضاف المواد الحافظة للقاحات المعبأة على شكل الزُجاجات Single-dose Vial ذات الجرعة الواحدة.[4]

يعتقد البعض أن مادة التيمروزال Thimerosal تسبب تسمم بمادة الزئبق Mercury، والحقيقة أنها لا تسبب ذلك. تحتوي مادة التيمروزال على شكل من أشكال الزئبق يسمّى إيثيل الزئبق Ethylmercury والذي يختلف عن الشكل الذي يسبب التسمم وهو ميثيل الزئبق Methylmercury. من الآمن استخدام إيثيل الزئبق في اللقاحات وذلك لأنه فرصة تراكمه في الجسم أقل.[4]

المُثبتات Stabilizers

تحمي المُثبّتات المواد الفعّالة في اللقاح من التغيّر خلال التخزين، النقل أو التصنيع نتيجة اختلاف درجة الحرارة مثلًا. من الأمثلة عليها السكّر أو الجيلاتين.[4]

 

المواد التي تستخدم خلال عملية تصنيع اللقاحات

يتم استخدام هذه المواد خلال عملية التصنيع ويتم التخلّص منها عندما يصبح اللقاح جاهزًا في المرحلة الأخيرة. يتبقّى أحيانا كمية صغيرة جداّ منها مع اللقاح، ولكن لا تُعتبر هذه الكمية خطيرة. من الأمثلة عليها:[4]

  • مادة لزراعة الخلايا تُساعد على نمو المستضدّات Antigens؛ ومن الأمثلة عليها البيض، أما عن الأشخاص المصابون بحساسيّة من البيض فيمكنهم أخذ اللقاح ولكن في حال كانت الحساسية مفرطة فيجب أخذ اللقاح في عيادة طبية لمتابعة أعراض التحسس فور حدوثها.[4]
  • مكوّنات لِقتل الميكروبات؛ هدفها إضعاف الفيروسات أو البكتيريا في اللقاح مثل الفورمالديهايد Formaldehyde  . [4] 
  • مضادات حيوية؛ هدفها حماية اللقاح من التلوث الخارجي مثل Neomycin نيوميسين .[4]

 

إلى أي مدى تعتبر عملية تصنيع اللقاحات صعبة؟

من المُلاحظ أن الدول ذات الإيرادات المنخفضة تهتم بتأمين حاجتها من اللقاحات لعدم قدرتها على تصنيعها. تعتبر صناعة اللقاحات من أكثر الصناعات التي تواجه تحديّات، وذلك لأنه من الصعب تنفيذ أبسط الخطوات التي تضمن أمان وكفاءة اللقاح. حتى أنّ اللقاحات التي يتم إنتاجها في النهاية يمكنها أن تختلف عن بعضها البعض من حيث؛ نوع الكائنات الدقيقة التي تم استخدامها في اللقاح، البيئة التي تمت فيها زراعة تلك الكائنات الدقيقة، معرفة وخبرة فنّيين التصنيع والخطوات التي اتُبِعَت في عملية التنقية. لِذا، فإن السلطات التنظيمية عندما تمنح الترخيص لتصنيع اللقاح فإنها تحدد فيه نوع الكائنات الدقيقة المُستخدمة بالضبط، بالإضافة إلى تحديدِ الطرق التي سيتم من خلالها تصنيع اللقاح وفحصه.[5]  

 

المراجع

  1.  https://www.who.int/health-topics/vaccines-and-immunization#tab=tab_1 ,11-07-2020
  2. https://www.cdc.gov/vaccines/vpd/vpd-vac-basics.html ,11-07-2020
  3. https://www.cdc.gov/vaccines/parents/why-vaccinate/vaccine-decision.html?CDC_AA_refVal=https%3A%2F%2Fwww.cdc.gov%2Fvaccines%2Fparents%2Fvaccine-decision%2Findex.html ,11-07-2020
  4. https://www.vaccines.gov/basics/vaccine_ingredients ,11-07-2020
  5. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5518734/ ,11-07-2020
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الآمنة لمرضى القلب
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs لمرضى القلب

تترافق زيادة الأعمار مع زيادة أعداد المرضى الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية أو من هم مُعرّضون لخطر الإصابة بها. وكما تترافق أيضًا مع هذه الأمراض الإصابة بالتهاب المفاصل وغيرها من المشاكل العضلية الهيكلية.[1]  مما يستدعي المريض للاستعانة بالعلاجات وغيرها لتحسين كفاءة حياته اليومية، لذا يحتاج المرضى غالبًا إلى استخدام مضادات

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

المسكنات الآمنة لمرضى الكلى

إن اختيار المسكنات المناسبة لمرضى الكلى مثل المرض الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic kidney disease CKD) هو أمر شائك؛ حيث يمكن لبعض من هذه الأدوية التي يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى أن تتراكم، وبعضها الآخر تزداد سميتها وآثارها الجانبية عند هؤلاء المرضى. هناك أدلة تثبت بأن الألم عند هؤلاء المرضى لا

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الباراسيتامول والكافيين: ماذا وراء إضافة الكافيين للباراسيتامول؟

يرجع اكتشاف مادة الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) إلى عام 1887، حينما أعلن الصيدلي الألماني جوزيف فون مرينغ عن مادة الباراسيتامول ولكن كان لديه بعض الشكوك حول سلامة وأمان هذه المادة. وفي عام 1950، أثبتت الأبحاث سلامة وأمان مادة الباراسيتامول، واستمر استخدامها حتى وقتنا الحالي كعلاج مسكِّن وخافض للحرارة للبالغين، والأطفال، وكبار السن

معرفة المزيد »
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs
أدوية وعلاجات

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs

تحتل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs مكانة بالغة الأهمية في السيطرة على الأعراض المصاحبة للعديد من المشاكل الصحيّة والأمراض، حيث يتوافر منها في الأسواق التجارية في أنحاء العالم أكثر من 20 دواء[1] تُصنّف ضمن 6 مجموعات رئيسية وفقًا لتركيبها الكيميائي.[2] تُستَخدَم أفراد هذه العائلة لما تمتاز به من فعالية في تسكين الألم،

معرفة المزيد »
مدة صلاحية الدواء بعد فتحه
أدوية وعلاجات

مدة صلاحية الدواء بعد فتحه: ما هي صلاحية الأدوية بالمنزل؟

يُصاب الكثير من الأشخاص بالحيرة البالغة اتجاه صلاحية الأدوية بالمنزل بعد الفتح، والتي بالطبع تختلف تبعًا لتركيبة الدواء، والشكل الصيدلاني (بالإنجليزية: Dosage Form). فعلى سبيل المثال، تختلف صلاحية أدوية الشراب بعد الفتح عن صلاحية المراهم، وكذلك عن قطرات العين والأنف والأذن. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الاختلافات في مدة صلاحية

معرفة المزيد »
الخيارات العلاجية للصداع النصفي
غير مصنف

الخيارات العلاجية لمرضى الصداع النصفي

ما هو الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine)؟ هو أحد أنواع الصداع، يرافقهُ أحيانًا بعض الأعراض مثل الغثيان، الاستفراغ، رُهاب الضوء (Photophobia) [2]  أو حساسية الضوء، رُهاب الضوضاء (Phonophobia)،[2] رُهاب الروائح (Osmophobia)،[2]  والصوت، يوصَف الألم الذي يُحدِثُهُ هذا النوع بالألم النابِض (Throbbing pain) ويتم الشعور بهِ عادةً وليسً دائمًا في جهة

معرفة المزيد »
أمراض نفسية

الأرق (Insomnia): كيف يتم علاجه؟

إن الأرق هو إحدى اضطرابات النوم الذي يتميز بتكرار صعوبة البدء في النوم، الاستمرار بالنوم أو ضعف كفاءته على الرغم من وجود وقتٍ كافٍ وتوفر الفرصة المناسبة للنوم، ما ينتهي بتأثر نشاط الشخص وإنتاجيته في اليوم التالي.[1] إنهُ واحدًا من أكثر المشاكل الطبية شيوعًا، حيث سجل حوالي ثلث البالغين صعوبة في

معرفة المزيد »
علاقة الرشح بالجو البارد
أمراض الجهاز التنفسي

الرشح والجو البارد | ما هي حقيقة العلاقة؟ وهل هناك مفاهيم خاطئة بشأنها؟

مع مرور الوقت، تصبح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالطب والأدوية أكثر شيوعًا، بالأخص مع توافر العديد من المصادر المتنوعة للمعرفة عن طريق الإنترنت والتي تطرح مفاهيم خاطئة ونظريات طبية غير موثّقة.[1] على المريض دومًا أن يحرص على أن يكون مصدر معلوماته فيما يتعلّق بالأدوية مصدرًا موثوقًا كي يتجنّب الخرافات والمعلومات الخاطئة Myths

معرفة المزيد »
علاج السعال
أمراض الجهاز التنفسي

السعال (Cough): كيف يتم علاجه؟

يعتبر السعال أو الكحّة (بالإنجليزية: Cough) أمرًا شائِعًا جدًا،[1] ويُعرّف بأنهُ ردّة فِعل من الجسم يُحافظ من خلالها على نظافة الحلق والمجاري التنفسية، بالرغمِ من أن السعال أمر مزعج إلا أنه يساعد الجسم على حمايةِ نفسه  بِنَفسِه.[2]  يمكن للسعال أن يكون واحدًا من أعراض العديد من الأمراض المختلفة.[1] سنتطرق في هذه

معرفة المزيد »
أدوية وعلاجات

الأسبرين: معلومات شاملة عن دواء يستخدم منذ قرن من الزمان

منذ عام 400 قبل الميلاد، استُخدِم لحاء شجرة الصفصاف لعلاج الالتهابات والحمى؛ فقد اعتاد الناس منذ عهد أبقراط على مضغ لحاء الصفصاف -weeds bark- للتخلص من أي التهابات أو ارتفاع في درجات الحرارة إلى أن استُخلِصَت مادة الساليسيليت -المسؤولة عن تلك الوظيفة- من هذه الشجرة ليظهر دواء الأسبرين والذي يُستخدَم منذ

معرفة المزيد »
اذهب إلى الأعلى